خطوة تثير الانتباه إلى ظاهرة تسرب المهارات ليس نتيجة قلة الرواتب والأجور فحسب، بل نتيجة الإهانة الناتجة عن دفع مكافآت رخيصة للأستاذ الجامعي ....الأرقام لاتصدق، ولانعرف إذا ماكان السيد "وزير التعليم العالي" أو السادة معاونوه يعرفون هذه المعلومة التي أخبرنا بها أحد الذين يقومون بالتدريس في أحد أقسام جامعة دمشق العلمية.
نعم : بدأت القصة عندما قام الأستاذ الجامعي( X) بتصوير بوستر إعلاني يبحث عن تشغيل مدبرة منزل براتب 60 ألف ليرة ، وأخرى لكبار السن براتب 80 ألف ليرة ، وفتح هذا الأستاذ الصورة التي التقطها في جلسة عامة ، وباح بما لديه من مفارقة محزنة ومذلة في الوقت نفسه.
قال إنه كان يقوم بالإشراف على الجوانب التطبيقية في إحدى الكليات العلمية، وهذا يعني أنه يقوم بدور أستاذ جامعي برتبة ما، وعلى المعلومات التي ينقلها لطلاب الجامعة ترتكز بنية هرمية من المعرفة تؤهل صاحبها ليصبح طبيبا أو صيدلانيا وغير ذلك من المهام الإنسانية الحساسة ..
إلى هنا والمسألة واضحة، وماذا عن المفاجأة ؟
قال صاحبنا : إنه أمضى سنوات طويلة يقوم أسبوعيا بتدريس عشرة دروس مقابل 950 ليرة ، أي أن حاصل الساعات في الشهر يصل إلى أربعين ساعة بمبلغ وقدره 950 ليرة ، وبذلك تكون أجرة الساعة : 23 ليرة !!
لم نصدق في البداية، لكنه اضطر إلى شرح ما استجد ، وقال : لقد قاموا بتحسين حالنا فيما بعد !
وعندما تنفسنا الصعداء سألناه : كيف أصبح الحال الآن ، وكان جوابه أكثر مرارة من الأول : فإذا كان المدرس متقاعدا، فإنه يتقاضى 5000 ليرة شهريا .
وضحك ، ثم سأل : كم يحتاج ثمن بنزين لسيارته ، وإذا لم يكن لديه سيارة كم يحتاج أجرة ميكرو ، وكما تعرفون من موقف لموقف الأجرة خمسون ليرة؟!
هذا الكلام لايصدقه عقل، ونشك بأن يكون السيد وزير التعليم العالي الدكتور عاطف النداف أو رئيس الحكومة يوافقان على هذه الظاهرة، ثم لنكن واضحين : كم ستدفع الجامعات الخاصة لهؤلاء؟ ولماذا تريدون تسريب هذه الخبرات بعيدا عن جامعاتنا ؟ وهل ستتردد الحكومة في تحسين وضع مجموعة من الأساتذة لاتزيد تكلفة تحسين وضعهم عن ثمن حفلة تقام في بعض المؤسسات ..
مفارقة تحتاج إلى تسليط الضوء عليها من الصحافة، ونحن لن نتردد في متابعة الموضوع إلى نهايته ..
المصدر: هاشتاغ سيريا