لم ينته السوريون بعد من مونة فصل الشتاء، فبعد البازيلاء والفول في الشهر الخامس والسادس، جاء الشهر الثامن ليعلن بدء موسم مونة جديد للملوخية والبامية، لكن هذين الصنفين كانا مرهقين مالياً أكثر مما سبقهما، علماً أن موسم المونة لم ينته بعد، ففي الشهر التاسع ستكون الأسر أمام مواجهة شرسة مع أسعار مستلزمات المكدوس.
وفي جولة على بعض أسواق دمشق وريفها، تراوح سعر كيلو الملوخية البلدية بين 650 – 1000 ليرة سورية، والحموية بين 500 – 550 ليرة سورية، علماً أن الكيلو من الأخيرة بعد عملية التنظيف يساوي نصف كيلو من الأولى ذات السعر المرتفع كونها ممتازة ولا تحتاج لكثير من التصفية وبالكاد تخرج منها بعض الأوراق المصفرة أو غير الملائمة.
تضاعف الأسعار
أما البامية، فقد تراوح سعرها تقريباً بين 800 – 900 ليرة سورية للنوعية الجيدة والوسط، أما الممتازة البلدية فقد وصل سعر الكيلو غرام منها إلى 1000 ليرة سورية، وهي تختلف عن الأولى من حيث الجودة والحجم، وبهذا يكون سعر كيلو البامية قد ارتفع عن العام الماضي ما بين 300 – 500 ليرة سورية، والملوخية ما بين 200 – 400 ليرة سورية.
الأسعار أعلاه الخاصة بالعام الحالي، تضاعفت تقريباً عن أسعار العام الماضي، ما جعل منها تحدياً مالياً صعباً أمام الكثير من الأسر، حيث تحتاج الأسرة الواحدة من 5 – 6 أشخاص حوالي 15 كيلو ملوخية، و10 كيلو من البامية.
وبهذا تحتاج الأسرة لتموين الملوخية والبامية بالجودة الممتازة إلى 25 ألف ليرة سورية وبالجودة الأقل إلى أكثر من 16 ألف ليرة سورية، والرقم الأخير يساوي نصف راتب الموظف تقريباً الذي بالكاد يصل إلى 30 ألف ليرة سورية.
تكلفة المونة إلى اليوم
وبالعودة إلى الوراء وتحديداً لموسم مونة البازيلاء والفول، فقد وصلت كلفتها للأسرة الواحدة حوالي 21 ألف ليرة سورية لـ 40 كيلو بازيلاء، و25 كيلو فول، أما حالياً فستنفق الأسرة على 15 كيلو ملوخية و10 كيلو بامية بالنوعية الممتازة 25 ألف ليرة، لتصبح تكلفة مونة الأسرة إلى اليوم 45 ألف ليرة سورية.
وعن الإقبال لشراء الملوخية والبامية هذا العام، قال أحد البائعين في سوق الشيخ محي الدين لموقع " الحل السوري" إن الأسر تلجأ للبحث عن الصنف الأرخص، علماً أن الأرخص مرهق مادياً أيضاً، فقد تضطر الأسرة لدفع نصف راتبها في شهر واحد، وهذا ما جعل الإقبال أقل من الأعوم الماضية نتيجة ارتفاع الأسعار عما كانت عليه”.
وأضاف “الكميات التي نتبضّعها يومياً لا تنفق في اليوم ذاته، ولهذا السبب نضطر كباعة لتيبيس الملوخية وحفظها لبيعها في الشتاء للأسر التي لم تستطع التموين، وبذلك تكون قادرة على شراء حاجتها اليومية بدلاً من شرائها دفعة واحدة، وكذلك الأمر بالنسبة للبامية، فقد نضطر لتقميعها وتيبيسها لبيعها في الشتاء، لكن أسعار الشتاء ستكون مضاعفة عن أسعار الصيف إلا أنها أقل وطأة على الأسرة كونها ستشتريها عند الحاجة فقط”.
المصدر: الحل السوري