قال تقرير صادر عن مديرية دعم القرار التابعة للأمانة العامة في رئاسة مجلس الوزراء، إن هناك مؤشرات تؤكد فقدان سوريا حوالي 50 بالمئة من ثروتها الحيوانية خلال الفترة 2011 – 2016، مشيراً إلى انخفاض أعداد الأبقار والأغنام بنسبة 30 بالمئة و40 بالمئة على التوالي، وتقلص أعداد الدواجن بنسبة 60 بالمئة، وارتفاع أسعار الأعلاف الحيوانية بنسبة 168 بالمئة خلال الفترة 2011 – 2015.
جاءت هذه الأرقام التي نشرها موقع "صاحبة الجلالة اليوم السبت، بعد أن شكل الإنتاج الحيواني 35 – 40 بالمئة من إجمالي الإنتاج الزراعي قبل عام 2011، وضم نحو 20 بالمئة من القوى العاملة في المناطق الريفية، وكانت قيمة صادرات لحم الضأن وحدها حوالي 450 مليون دولار سنوياً.
وأفادت الدراسة التي اعتمدت في بعض إحصائياتها على تقارير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو"، أن قطاع الزراعة في سوريا ونتيجة تداعيات الحرب، لم يعد قادراً إلا على تلبية 50 بالمئة فقط من إمدادات الغذاء.
وحذرت المنظمة بأن الفشل في توفير الدعم الكافي للقطاع من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الأمن الغذائي بشكل لا رجعة فيه، ويؤثر على سبل عيش المواطنين والمزارعين على حد سواء.
كما بينت الدراسة في سياق متصل أن إحصائيات عام 2016 قدرت أن هناك حوالي 9.4 مليون نسمة غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية، ما يشكل نسبة 52.2% من إجمالي 18 مليون نسمة داخل سورية وبزيادة قدرها 8% مقارنة بعام 2015، ويعد الوضع الأسوأ في محافظات حلب وريف دمشق والحسكة وحماة ودرعا حيث يعاني أكثر من 40% من السكان من انعدام الأمن الغذائي.
فيما أصبحت مدينة دير الزور بأكملها تعاني من انعدام الأمن الغذائي وحيث أضحت المساعدات الغذائية المصدر الرئيسي للغذاء بالنسبة لمعظم الأسر. وأن حوالي 80% من الأسر السورية تكافح لمواجهة نقص الغذاء وتأمين المال لشراء الطعام في عام 2016، وأضحت الدراسة أن هذه الأسر تنفق 55% من دخلها على الطعام مقارنة مع 45 – 47% في عام 2011، نتيجة تصاعد أسعار السوق وتراجع قيمة الليرة السورية.
وأشارت الدراسة، إلى انخفاض الإنتاج الغذائي في سوريا بنسبة 40 بالمئة خلال فترة الحرب، نتيجة لعوامل مختلفة أهمها تراجع إنتاج المحاصيل إلى حد كبير بسبب الظروف المناخية السيئة وظروف العمل غير الآمنة وغير المستقرة في المناطق الريفية، حيث كانت الزراعة المصدر الرئيسي للدخل والغذاء.