خاص B2B-SY | فاطمة عمراني
عام دراسي جديد بدأ لا زال فيه الطالب السوري يعاني ما بين مطرقة وزارة التربية وسندان المعلمين وإدارة المدرسة.
أذى مادي ومعنوي يتعرض له الطلاب، فلا يكفيهم الضرر المعنوي الذي أصابهم بسبب المناهج وما أثير حولها من صخب قد يسبب تشويشاً على تركيز الطالب، ليأتي بعض المعلمين ويمارس الأذى المادي والضرب في بعض المدارس السورية.
شكاوى كثيرة تثار حول وجود هذه الظاهرة بأشكال مختلفة فالضرب والركل والتهديد والكلام النابي سلوكيات بدأ بها بعض الأساتذة من معلمين ومعلمات عامهم الدراسي مع طلابهم، والأسباب غالباً ما تكون بسيطة كالركض بالباحة أو الدخول إلى الصف بعد المدرسة بدقيقة أو دقيقتين، وهناك حالات من الإهانة اللفظية لمخالفات اللباس المدرسي أو تسريحة الشعر أو قص الأظافر.
وامتدت ظاهرة الضرب وفرض العقوبات لتطال الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة حيث تتم في بعض المدارس معاقبة الأطفال الذين لا تزيد أعمارهم عن ست سنوات ممن يوصفون بالمشاغبين أو كثيري الحركة بحرمانهم لمدة طويلة من اللعب مع اقرأنهم وإلزامهم بالجلوس في ركن معين من أركان الصف دون أي حركة بينما زملاؤهم يلهون ويلعبون.
وتنشر صفحة "فضائح المدارس الخاصة في دمشق" على موقع الفيس بوك والتي إطلع عليها موقع "بزنس2بزنس سورية" شكاوى أهالي الطلاب، حيث وجه بعض الأهالي تحذيراً لإدارات بعض المدارس لعدم اتخاذهم خطوات جدية لحل المشكلة، كما نوه البعض أن أطفالهم يتعرضون للضرب في مدارس خاصة، فهل يدفع الأهالي هذه الأقساط المرتفعة لكي يتعرض أولادهم للضرب من قبل المدرس؟!
التلميذ علي في الصف السادس في مدرسة خاصة بدمشق قال لـ "بزنس 2 بزنس": دائماً تضربني المعلمة وتشد شعري لأنني كثير الحركة كما تقول لي، وأحياناً تطردني من الصف وتمنع التلاميذ من التحدث إلي.
المعلمون كان لهم رأي مختلف حيث رأى البعض أن الضرب شيء لا بد منه في ظل وقاحة الطالب وتطاوله على المدرس، وقالت آلاء (معلمة) لـ "بزنس 2 بزنس": بعض الطلاب يستفزون المعلم بقلة أدبهم، حيث باتت عبارة "ممنوع الضرب" مسبحة على لسان الطالب، يهدد بها مدرسه كلما تواقح الأول، وعجز المدرس عن استيعابه بالأساليب المعتادة.
السيدة سمر (والدة طفلين) رفضت ضرب أولادها من قبل المعلم تحت أي ظرف حتى ولو رسبوا في دراستهم، وقالت: "أنا في البيت لا أضربهم فكيف بالمعلمة التي لا تربطها أي صلة قربى بهم وخاصة إذا كان الضرب لأسباب تافهة وغير منطقية على الإطلاق".
بتاريخ 1986 أصدرت وزارة التربية تعميماً إلى كافة مديريات التربية في جميع المحافظات تذكر من خلاله المربين أينما كانت مواقعهم في التعليم أو الإدارة أو غيرها بأن استخدام الضرب أو غيره من الأساليب السلبية غير مسموح به مهما كانت المبررات، وتوالت التعميمات والقرارات بهذا الخصوص وصولا إلى عام 2001 حيث قامت وزارة التربية بورش عمل عديدة تؤكد قراراتها بحظر استخدام الضرب في جميع المدارس ولجميع المراحل العمرية ووضعت عقوبات للمربين المخالفين مثل الحسم نسبة 5% من الراتب وحجب الترفيع والنقل وغيرها من عقوبات تتدرج بحسب المخالفة، وبنفس الوقت وضعت عقوبات مسلكية للطلاب الذين يرتكبون مخالفات بحق معلميهم أو مدرسيهم مع القيام بحملات توعية مكثفة، وفي عام 2004 أصدرت وزارة التربية أيضا العديد من القرارات لمنع استخدام العنف في المدارس من الجانبين مع الشرح المفصل لكل الحالات المحتمل حدوثها، وفي عام 2012 جددت الوزارة هذه التعاميم.
ورغم القوانين والقرارات التي صدرت منذ أكثر من ثلاثين عاما لمنع الضرب والعنف في المدارس والتي مازالت تصدر باستمرار وتتجدد بشكل سنوي، والتي على ما يبدو أنها لم تقدم حلاً جذرياً للمشكلة، هل تنظر وزارة التربية بهذا الأمر وتخرج بحل ينصف المدرس والطالب.