خاص B2B-SY
بات السائر في أزقة وشوارع العاصمة دمشق يخال نفسه يعبر متاهة معقدة لكثرة السيارات المركونة على الأرصفة والتي تضطره للسير في وسط الشارع أحياناً.
وتختلف طريقة ركن السيارة على الرصيف من سائق لآخر، إذ ثمة من يفضل ركنها بشكل نصفي، بحيث يضع نصف السيارة اليميني أو اليساري على الرصيف والنصف الآخر على الشارع! وهناك من يركن الجانب الأمامي أو الخلفي على الرصيف ويترك الجانب الآخر على الشارع! وهناك من يركن السيارة بأكملها على الرصيف !!.
يمكن ملاحظة اختلاف طريقة الركن على نفس الرصيف من سيارة لأخرى، مما يصعب العبور على المشاة، إذ يضطرون لاستخدام الشارع ثم العودة إلى الرصيف، وقد يتكرر نزولهم إلى الشارع ثم عودتهم إلى الرصيف مرات عديدة، بحسب عدد السيارات المركونة!
ويبدو أن القوانين التي أقرتها الحكومة لأجل عدم استغلال الرصيف من قبل السائقين لا تطبق بصرامة ولا تخضع للمراقبة بشكل كاف من قبل المسؤولين، حيث باتت الأرصفة في دمشق حكراً على سائقي السيارات والمركبات مما شكل إزعاجاً للمارة، ويقول محمد (طالب) لموقع "بزنس 2 بزنس سورية": "لا أستطيع المشي فوق الرصيف فهناك العديد من السيارات بجانب بعضها ولا مجال حتى المرور بينها وخاصة في الحارات الداخلية".
أما سهى (ربة منزل) فتؤيد كلام محمد وتضيف: "يقولون هناك مخالفة لصف السيارات على الرصيف وأنا يوميا أجد العشرات منها، ولماذا لم تخالف أو على الأقل تأتي الرافعة وتأخذها، فعندما أقف لأوصل أولادي إلى المدرسة لا نمشي على الرصيف من حقي الخوف على أطفالي عند عودتهم".
سائقو السيارات كان لهم رأي آخر فقد شكا العديد منهم من عدم وجود مرآب للسيارات بالرغم من الكثافة السكانية في أغلب أحياء دمشق، وبات ركن السيارة يمثل الأمر أرقا كبيراً ليجد المواطن نفسه يدور ويدور في أرجاء الشوارع باحثاً عن مكان شاغر لركن سيارته، ليلجأ بذلك إلى الأرصفة شاغلاً حيزاً كبيراً منها ومساهماً في اكتظاظ الطرقات واختناقها، وهذا ما أطلعنا عليه فؤاد (سائق سيارة أجرة) حيث قال لـ "B2B-SY": "أبحث حوالي ساعة على مكان لأركن سيارتي فيه وإن وجدت يكون رتل ثاني وفي الصباح استيقظ على رن الهاتف لأبعد سيارتي وليتمكن صاحب السيارة الأخرى من الخروج".
حال فؤاد كحال الكثير من سائقي السيارات في العاصمة، مشكلة لا بد للحكومة من إيجاد حلول لها كفرض تأمين أماكن لركن السيارات على جميع الأبنية الجديدة التي لا تزال قيد الانشاء. ومحاولة تأمين مواقف واسعة في كل حي بما يتناسب مع مساحة الحي ومن ثم وضع الغرامات لكل المخالفين.
الرصيف مصمم بالأساس للمشاة، كما أن ضيق الشوارع يجبر السائقين على ركن السيارات على الرصيف، بدلاً من ركن السيارة في قارعة الطرق وتضييق الشارع الضيق أصلاً، فهل يتلخص الحل بمنع ركن السيارات على الرصيف أم بمنع المشاة من استخدام الرصيف؟