ومع أن القرار “من أصله” جاء بعد دراسات مطوّلة وإجراءات عديدة ليتم منح التعويض كساعات طوارئ وعمل إضافية تصل يومياً إلى أربع ساعات، إلا أن الصاعقة التي تلقتها هذه الشريحة بعد أسابيع من “فرحة ما تمّت” بأن تلقوا زيادة لم تتجاوز الخمسة آلاف ليرة فقط، في وقت بقيت فيه نسبة كبيرة محرومة من هذا الحق الذي وصل متأخراً ولكنه منقوص ومجتزأ كما جاءت الرسالة التي أبلغونا إياها بحسرة، ونحن “البعث” في طليعة من بشّر بهذه الخطوة على لسان “الغربي” مباشرة.
عمال المخابز الآلية الذين حمّلونا جزءاً كبيراً من مسؤولية عدم الصدق بما نشر لأنه لم ينفّذ كاملاً، لا بل اقتطعت الـ3 آلاف ليرة “زوراً وبهتاناً” اعتبروا أن كلمات من قبيل “زيادة” و”منح” و”رفع راتب”.. وغيرها من مترادفات لم تنطبق على ما تعرّض له عاملو المخابز “الآلية” تحديداً، إذ ربطت القصة بالعمل الإضافي، وبالتالي لم تأتِ الـ5 آلاف ليرة التي قبضت إلا كتعويض مستحق عن عمل إضافي فقط لا غير، وبالتالي لا زيادة ولا هم يحزنون..؟.
وتصديقاً لما أتينا عليه، كان للوزير توضيح يقول فيه: “إن القرار يقضي بزيادة التعويضات الممنوحة التي لم تكن تتجاوز 1500 ليرة شهرياً بالتوازي مع رفع عدد ساعات العمل الإضافي من ساعتين إلى أربع ساعات… وسيتم تكليف العاملين المياومين الذين لم يتقاضوا منحة تعويض غلاء المعيشة بأربع ساعات عمل إضافي طوارئ بمعدل خمسة آلاف ليرة وتعويضات أخرى تصل في مجملها إلى ما بين 7-8 آلاف ليرة شهرياً، على أن يستمر العمل بالقرار إلى حين تسوية أوضاع العاملين المياومين بالمخابز وتقاضيهم منحة غلاء المعيشة البالغة 11500 ليرة..وهنا الدليل الذي استقيناه والذي يتطابق مع رواية العمال بأن ما حكي عن منحة ليس إلا كلاماً إعلامياً تسويقياً يخدم رصيد صانعه في قائمة الإنجازات..؟.
كل الحيثيات والتفاصيل في مخابز الدولة تؤكد أن “خباز الناس” مظلوم وحرارة الأفران وبيوت النار تلفح الراتب الضعيف والتعويض الخفيف، وبالتالي سقطت مقولة “إعطاء الخبز للخباز ولو أكل نصفه”، لأن العجينة هنا مجبولة بعرق العامل المياوم والدائم، وما الزيادة سوى جعجعة دون طحين وما قُبض لا يتعدّى تعويضاً مشروطاً بعمل إضافي..؟!.
البعث