اتخذت محافظة دمشق جملة إجراءات جديدة لمحاربة ظاهرة التسول والحد من وجود المتسولين في ظل غياب الآلية الرادعة لوجودهم وانتشارهم من قبل القضاء، وخاصة في الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد والتي يمكن أن يستخدم هؤلاء المتسولون لأغراض مخلة بالأمن من قبل الشبكات التي تقوم بتشغيلهم في حال ثبت وجودها.
وقالت عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق المحامية دولة شويكي في تصريح لـ"سيريانديز" أن غياب الآليات الرادعة لوجود المتسولين من قبل القضاء، دفع بمحافظة دمشق إلى دراسة ظاهرة التسول ومن يقوم بها بشكل مستمر وصولاً إلى آليات مناسبة لحلها بشكل جذري، على اعتبار أن القبض على المتسولين وتنظيم الضبط اللازم بحقهم من قبل مخاقر الشرطة والأقسام المختصة وتقديمهم للقضاء لا يؤدي إلى نتيجة فعلية في معالجة الأمر، ذلك أنه عادة ما يتم الإفراج عنهم بعد أقل من ساعة من احتجازهم لعدم وجود الأدلة الكافية لإدانتهم أمام المحكمة.
وأكدت شويكي أن الآليات الجديدة التي تم وضعها بالتعاون بين محافظة دمشق وقيادة الشرطة في المحافظة تقوم على تقسيم فئات المتسولين وتطبيق العقوبات بحقهم حسب أعمارهم ووضعهم الصحي، حيث تتراوح تلك العقوبات بالسجن لفئات محددة، والإحالة إلى دور الرعاية لفئات أخرى.
وأضافت شويكي أن الهدف من العقوبات هو التشدد في محاسبة المتسولين، حيث يتم وفقاً للإجراءات الجديدة سجنهم لمدة 7 أيام للمرة الأولى التي يتم القبض عليهم بالجرم المشهود "التسول" وفي حال التكرار تطبق عقوبة السجن لمدة 15 يوماً وتزيد العقوبة عن ذلك في كل تكرار، على أن يتم توقيف المتسولين وفقاً لأعمارهم ووضعهم الصحي حسب الأماكن التالية:
بالنسبة للمتسولين الذين هم دون سن الـ/18/ عاماً والذين يتم إلقاء القبض عليهم بالجرم المشهود "التسول" فإنه يتم تنظيم الضبط اللازم بحقهم في القسم المختص، وتسليمهم إلى معهد تربية الفتاة أو معهد زيد بن حارثة، وعند ذلك يتم استقبالهم في المعاهد المذكورة حسب الوضع العائلي لك منهم، فإذا كان يتيماً فإن المعهد سيتكفل به، وإذا كان لديه عائلة فإن عائلته مسؤولة عنه وملتزمة برعايته وفق تعهد بعدم عودته إلى ممارسة ظاهرة التسول.
أما فيما يتعلق بالعجزة والمعوقين من دون سن الـ/18/ فإنه يتم تسليمهم إلى دار الكرامة بعد تنظيم الضبط اللازم بحقهم في قسم الشرطة المختص والذي قام بضبطه متلبساً بالجرم المشهود "التسول"، على أن تراعى حالات بقائه في دار الرعاية حسب الحالات التي تم ذكرها سلفاً بالنسبة للأصحاء من المتسولين.
ولفتت شويكي إلى أن المتسولين الذين تفوق أعمارهم سن الـ/18/ والذين يتم القبض عليهم بالجرم المشهود "التسول" يتم تسليم الرجال منهم بعد تنظيم الضبوط اللازمة بحقهم من قبل المخافر وأقسام الشرطة المختصة إلى سجن دمشق المركزي، والنساء إلى سجن النساء، مشيرة إلى أن الكثيرين من المتسولين قد لا يحملون بطاقات شخصية أو ما يثبت شخصيتهم، عند إذن يتم تنظيم محضر تعريف بشخص المتسول الذي يلقى القبض عليه من قبل قسم الشرطة بناءً على ما يقوله ومصدق من قبل رئيس القسم.
وقالت شويكي إن الإجراءات المنوه عليها سابقاً من الإجراءات المتشددة في معاقبة المتسولين، وهي ليست كفيلة إلى حد ما بالقضاء على الظاهرة، وإنما يمكن أن تساهم في الحد منها إلى أبعد الحدود، مشيرة إلى أنه تم القبض حتى الآن بموجب تعميم هذه الإجراءات على حوالي 35 متسول موجودين في عدة أقسام بانتظار تطبيق هذه الإجراءات بحقهم.