مر الشتاء الفائت قاسياً على السوريين، الذين لم يظفروا بأي وسيلة تقلل من شدة برودته، فجيوبهم الخاوية حالت دون شراء المازوت والغاز جراء ارتفاع أسعارهما الكبير إلا بالقطارة حسب المتاح:
وزاد الطين بلة واقع الكهرباء المتردي حينذاك، بحيث كان التقنين الأشد لتخرج هذه الوسيلة أيضاً من حسابات التدفئة، وسط صمت حكومي جراء العجز عن إيجاد حل لأزمة نقص الفيول وقتها، مستندين إلى مقدرة المواطن على الصبر على بلاويه المعيشية وتعود خده على اللطم ريثما يفرج الله دون حاجة إلى تكلف خاطر مسؤولينا في انقاذ الوضع ولو إسعافياً لحين زوال المشكلة من تلقاء نفسها.
شتاء هذا العام قد يختلف عن سابقه ليكون أقل قساوة، ولن نقوي قلوبنا ونقول دافئاً حتى لا نتهم بأننا نطلق وعوداً ليست بمحلها، مع أن المؤشرات توحي بذلك، فاليوم واقع الكهرباء أفضل لدرجة أن التقنين قد غاب من يوميات السوريين حتى اعتقدنا أن الأزمة قد انتهت أو عدنا إلى فترة ما قبل وقوع كارثتها، وهذه نقطة تحسب إلى وزير الكهرباء، الذي نأمل أن يكون لديه خطة استراتيجية تضمن البقاء على هذا الحال ولا سيما أن البعض قد يلجأ إلى الكهرباء للتدفئة في ظل عدم المقدرة على شراء المازوت، عندها سنرفع القبعة له لعظيم أفعاله “التنويرية”، التي يأمل أن تنعكس أيضا ًعلى وزارة النفط عبر تأمين مازوت التدفئة لجميع الأسر دون حاجة للجوء إلى السوق السوداء، وهنا قد تطل البشرى برأسها بخجل عند معرفة أن تطبيق البطاقة الذكية قد تقطع دابره، ما يضمن عدالة نسبية في التوزيع، لكن رغم ذلك سيظل ذلك منقوصاً إذ لم يخفض سعر المازوت بما يسمح للمواطنين شرائه، وربما يكون ذلك متاحاً مع بداية العام القادم مع استكمال استرجاع بقية حقول النقط وتأهيلها بشكل يغطي حاجة السوق المحلية ويقلل من فاتورة مستوردات المشتقات النفطية، عندها سنقول بـ”الفم المليان” أن شتاء السوريين سيكون دافئاً.
سينسيريا