خفضت وكالة "موديز إنفستورز" للتصنيف الإئتماني التوقعات المستقبلية للتصنيف الائتماني لصندوق الاستقرار المالي الأوروبي من "مستقرة" إلى "سالبة"، محذرة من ان أموال الانقاذ ستفقد تصنيفها الذى يقف عند مستوى "ايه ايه ايه".
وذكرت وكالة التصنيف أن هذا الاجراء جاء عقب التحرك الذي اتخذته يوم الاثنين بخفض التوقعات المستقبلية للتصنيف الائتماني لثلاث دول أوروبية. فقد خفضت وكالة موديز التوقعات المستقبلية للتصنيف الائتماني لكل من ألمانيا ونيوزيلندا ولوكسمبورغ من "مستقر" إلى "سالب". وتعد جميع الدول الثلاث أعضاء ضامنين لصندوق الاستقرار المالي الأوروبي وتشارك ألمانيا بأكبر حصة وتصل نسبتها إلى قرابة 30%.
ويمول أعضاء منطقة اليورو صندوق الاستقرار المالي الأوروبي ، الذي تبلغ قيمة امواله 780 مليار يورو ويتمتع بقدرة اقراض تصل إلى 440 مليار يورو. ويهدف الصندوق بشكل رئيسي إلى الحفاظ على الاستقرار في أوروبا من خلال تقديم مساعدات مالية للدول الأعضاء في منطقة اليورو.
قالت وكالة موديز الأمريكية للتصنيف الائتماني إن ألمانيا وهولندا ولوكسمبورج قد تخسر تصنيفاتها الممتازة لتفاقم أزمة ديون منطقة اليورو، وذلك بعدما تحدثت الوكالة عن نظرة سلبية للدول الثلاث.
وحاول رئيس وزراء لوكسمبورج جان كلود يونكر «رئيس مجموعة وزراء مالية منطقة اليورو» أن يدلي بتصريح متفائل حيث ذكر ان قرار موديز أكد «التصنيف القوي للغاية» و»العوامل الأساسية القوية» لألمانيا وهولندا ولوكسمبورج.
وأضاف أنه «على ضوء هذه الخلفية، نؤكد مجددا التزامنا القوي لضمان تحقيق الاستقرار لمنطقة اليورو ككل».
وتشير النظرة السلبية إلى أن موديز تدرس خفض تصنيف الدول الثلاث إذا ما استمرت الظروف السلبية، كما تحتفظ الدول الثلاث بتصنيفاتها الممتازة حتى الآن.
واستشهدت الوكالة التي تتخذ من لندن مقرا لها بمخاطر التأثيرات الاقتصادية والمالية لرحيل محتمل لليونان من منطقة اليورو «وتزايد احتمالية» تقديم برامج إنقاذ للدول الأكبر بما فيها إسبانيا وإيطاليا.
ويأتي إعلان موديز بعد أن وصلت تكاليف اقتراض إسبانيا إلى مستويات مرتفعة قياسية جديدة ، مما غذى التكهنات بتقديم حزمة إنقاذ للبلاد.
كما واصلت تكاليف الاستدانة الإيطالية ارتفاعها فوق مستويات لا يمكن تحملها على المدى الطويل.وسيتعين على حكومات الدول الأوروبية التي تتمتع بتصنيفات أقوى أن تتحمل عبء أي برامج إنقاذ أخرى في منطقة اليورو.
وتنكشف المؤسسات المالية الألمانية بشدة على اقتصادات تعاني من الأزمات بمنطقة اليورو وقد تكافح من أجل تحمل أي خسائر محتملة، حسبما قالت موديز.
وأكدت وزارة المالية الألمانية على التوقعات القوية على المدى الأطول للاستقرار في البلاد. وتتوقع الحكومة الاتحادية تحقيق توازن في ميزانيتها بحلول عام 2014.
وأشارت الوزارة إلى أن القطاع المصرفي الألماني يعزز رأسماله وأن ثقة أسواق السندات الدولية تتضح في تدني العائد على سندات الدين الألمانية.
ولم يعد هناك سوى ثلاث دول فقط أخرى في منطقة اليورو من أصل 17 دولة تتمتع بالتصنيف الممتاز «أيه أيه أيه» لدى موديز، إذ تم إدراج النمسا وفرنسا على قائمة المراقبة السلبية لموديز في شباط الماضي، فيما كانت نظرتها مستقرة بالنسبة لفنلندا.
المصدر: وكالات