تشير مصادر المعلومات إلى أن أرقام الإنتاج اليومي من الغاز المنزلي يعاد لـ1000طن غاز يومياً إذا لم يكن 1200طن، فإذا كانت سعة أسطوانة الغاز 10كغ حسب آخر القرارات القاضية بتخفيض سعتها من 12كغ إلى 10كغ فإن الإنتاج يقدر بحوالى 100ألف أسطوانة يومياً، هذا يعني أن الإنتاج الشهري منها يصل إلى 3.5 ملايين أسطوانة، ووفق المعادلة الآتية: إذا بيعت الأسطوانة الواحدة في السوق السوداء بزيادة ألف ليرة عن سعرها الحقيقي، هذا يعني:
1000 × 3.5 ملايين ليرة = 3.5 مليارات ليرة حجم الفارق في شهر، وإذا بيعت الأسطوانة بـ800 ليرة، هذا يعني 1.8 مليار ليرة.
إذا المبالغ الناجمة عن المعادلة تقدّر سنوياً ما بين 27-40 مليار ليرة تذهب إلى جيوب شبكة الفساد بكل حلقاتها، هذا المبلغ الذي يحصل من جيوب المواطن عبر استغلال حاجته اليومية من هذه المادة، يطرح عشرات الأسئلة، إذ لا يمكن لموزع غاز صغير أو مركز توزيع رسمي أن يؤديه بمفرده لولا وجود حلقات وسطى وكبيرة من المعنيين في المؤسسات العامة في التوزيع مع الشبكات الخاصة.
وتشير المصادر إلى أن ما ينطبق على مادة الغاز يندرج على موزعي مادة المازوت والتي تبدأ أيضاً من مراكز التوزيع الرئيسة مروراً بمحطات المحروقات المستقبلة للمادة وانتهاء بمئات الكالونات وعشرات الطنابر المنتشرة على الأوتوسترادات، وتبيع الليتر من المازوت بحوالي 40 ليرة.
وتؤكد تلك المصادر أن الصهاريج التي تنقل المازوت إلى المحطات أغلب الظن أن السر يكمن لديها في أن الجهات المعنية تقوم بصرف الإرساليات لأصحاب هذه الصهاريج دون ختم أو توقيع صاحب المحطة المقصودة، ما يعني أن الصهريج يفرغ حمولته عن طريق السوق السوداء، وعليه يمكن إسقاط معادلات حساب إنتاجنا من أسطوانات الغاز على ما تم إنتاجه من مليارات الليرات من المازوت لنصل إلى حجم الفساد الناجم عن توزيع المادتين والمقدر بحوالي مئة مليار ليرة، ولكم أن تحسبوها إذا ما كان إنتاج المازوت سنوياً حوالي 6-7 مليارات ليتر، فإذا ما بيع الليتر بزيادة 10 ليرات فقط فإن حجم الفساد يصل إلى حوالي 70 مليار ليرة فقط (مازوت)، بإضافة ما ينتج عن فساد توزيع الغاز.
وترى تلك المصادر أن إعفاء رئيس مركز توزيع غاز أو حجب رخصة عن أحد الموزعين لا يمكن أن يكون حلاً يوفّر المادتين للمواطنين بأسعارها الحقيقية دون أن يحملها أعباء إضافية وإنما يتطلب الحل ضرب رؤوس الغاز والمازوت الكبيرة والمورد الأساسي للفساد. بذلك فقط يمكن القول إننا حللنا المشكلة.