شكلت ارتفاعات أسعار الخضار والفواكه في الآونة الأخيرة، محور أحاديث وتساؤلات مواطني مدينتي ديرعيطة والنبك وغيرهما من مدن القلمون في ريف دمشق ، ومبعثا للاستغراب، والبحث عن مبررات مقنعة تفسر هذه الحالة ووصول أسعار بعض المواد إلى مرتبة مرتفعة تؤثر على مستوياتهم المعيشية اليومية.
وقد أضحت سمات السوق المحلي تلقي بظلالها على مدن القلمون، كما باقي مدن المحافظات السورية، فارتفاع الأسعار بشكل ملفت للنظر و رغم ذلك فإن الحركة الشرائية النشطة ربما هي التي أدت إلى ارتفاع أسعار الخضار بشكل غير متوقع حيث وصل سعر كيلو العنب إلى (600) ليرة سورية والباذنجان إلى 250 ليرة سورية والقائمة تطول ، فيما إذا توجه المواطنون إلى شراء اللحوم الحمراء أيضا هي الأخرى مرتفعة حيث بيعت لحمة الغنم بـ 5000 ليرة سورية والبقر بـ 4500 ليرة سورية وعلى مايبدو فإن أسعار اللحوم في القلمون دخلت في سباق مع نفسها وها هي أسعار لحوم الدواجن التي وصلت إلى 1250ليرة سورية للكيلو، وبرزت ظاهرة عدم الإعلان عن أسعار المواد في الكثير من المحال التجارية ما يؤدي بالضرورة إلى استغلال المواطن وإن تم الإعلان عن الأسعار ليس بالضرورة الالتزام بها .
إلى ذلك شكا مواطنون من غياب الدور الرقابي للأجهزة التموينية في منطقة القلمون حيث بات دور مراقبي الأسعار في شعبة النبك يقتصر على التأكد من إعلان الأسعار بشكل واضح للمواطنين فقط.
وحسب مواطن فإن تجار الخضار يستغلون حاجة المواطنين ويتحكمون في دفع الأسعار وفق أهوائهم لجني الأرباح ولو على حساب الفئة الفقيرة من أبناء المجتمع والبيع لا يتم إلا زيفا مع بعض العبارات النابية إن مس المواطن المادة المشتراة موضحاً أن أسعار الخضروات الأساسية كالبندورة والبطاطا والخيار والكوسا والباذنجان زادت بنسبة تراوحت ما بين 25 – 50% عما كانت عليه من قبل مطالبا التجار بعدم استغلال حاجة المواطنين ومراعاة ظروفهم المعيشية الصعبة وقدراتهم المادية المحدودة.
واتفق مواطن آخر مع ما ذهب إليه زميله مبيناً أن معظم التجار لا يلتزمون بإعلان أسعار بضائعهم في طريقة يعتقد أنها تؤدي إلى استغلال المواطن داعياً الجهات المعنية في منطقة النبك إلى تشديد الرقابة في هذه الناحية منعاً لاستغلال المواطنين.
وأضاف أن موظفي التموين لا يتدخلون في الأسعار للمواد المعومة طالما أن السعر معلن, ولا يستبعد مواطن لم يرغب الافصاح عن هويته “أن يكون وراء هذه الارتفاعات عمليات استغلال واحتكار، خصوصا وبحسب ما ذكر” هناك فئات ترغب بالكسب السريع وتعيش في حالة جشع دائم، فمن غير المعقول أن يكون سعر كيلو العنب في محل بيع بسعر 600 ليرة وفي محل آخر بيع بسعر 350 ليرة , وإلا بماذا تفسر ازدياد عدد السيارات في المنطقة التي تم اقتناؤها سواء من بائعي الخيار أم من بائعي الخضار الورقية .
ويقول أبو حسان إن ارتفاع اسعار الخضار طال حتى حشائش الأرض مثل الجرجير والبقدونس والنعناع وغيرها مقابل ذلك يرد باعة الخضار في القلمون سبب ارتفاع أسعار الخضار وأسعار الحشائش إلى الظروف المناخية التي تمر على فصول السنة بقاعدة العرض والطلب وقالوا إن هامشهم الربحي لم يختلف عما كان الوضع عليه قبل موجة ارتفاع الأسعار الحالية وإنهم يشترون بأسعار مرتفعة من سوق الهال بمدينة حمص حيت يتم استجرار كل ما تحتاجه منطقة النبك من خضار و فواكه .
في حين قال أبو حسام كنا نتحدث عن الدواجن وأسعارها المتذبذبة والتي لم تستقر عند مستوى سعري يعتبره المواطن الفقير ثقيلا عليه فأصبح لا يتناول لحوم الدواجن إلا ما ندر فأقبل بدل ذلك على طهي الخضار مع شيء من الدهون المتبقية على (دفوف) القصابين والذي حتى هذا النوع من “الطبيخ” يضيف أبو حسام أضحى في تأمينه شيء من الصعوبة جراء ارتفاع أسعار الخضار المادة الرئيسية لأي وجبة غذائية .
مصادر مطلعة شددت على “ضرورة وأهمية تحديد الأسعار حماية للمواطن من الاستغلال والاحتكار” داعية “التجار في ديرعطية والنبك إلى الالتزام الأدبي ومراعاة الظروف الصعبة التي يمر بها المواطنون عامة والنازحون خاصة “، وطالبت عناصر حماية المستهلك أن يتحملوا مسؤولياتهم في حماية المواطن من جشع الباعة والتجار
هاشتاغ سيريا