أسعار زيت الزيتون في سورية تختلف من سوق إلى أخر، فهناك صفيحة زيت يبلغ سعرها 20 ألف ليرة وأخرى بـ25 ألف ليرة وأخرى بـ33 الف ليرة، وبالطبع الأسعار هذه تمنح انطباعا لدى المشتري عن مدى جودة الزيت، ولكن حديثنا هنا ليس عن سعر الزيت فقط بل عن الأرباح الغامضة التي تجنى من هذه التجارة على حساب المزارع الذي يتعب طيلة العام ليقطف ثمار الزيتون ويقدمها للبائعين بأسعار (تكسر الخاطر).
في رسالة واردة إلى موقع "بزنس 2 بزنس سورية" من أحد المزارعين بين فيها، أن سعر كيلو الزيتون الممتاز عند الفلاح هو 300 ليرة سورية وتكلفة كيلو زيت الزيت الممتاز يتراوح ما بين 500 إلى 750 ليرة، حسب المعصرة، ويبلغ سعر كيلو الزيتون (الصغير) الخاص بالمعاصر نحو 200 ليرة، وكل 25 كيلو زيتون ينتج عنها 20 كيلو زيت، يعني ثمن الكيلو 500 ل. س يضاف 50% تكلفة وأجرة معصرة الزيت فيبلغ سعر كيلو الزيت مع الربح 750 ل.س ويباع في الأسواق بـ2400 ليرة! لنجد أن البائع يربح ضعف المزارع والمعصرة! كما ان البائع يربح ضعف المزارع في بيعه للزيتون فقط حيث يباع بنحو 500 إلى 600 ليرة للكيلو، وسعره عند الفلاح نحو 300 ليرة فقط.
الباحث والمهندس الزراعي محمد حسان قطنا بين في تصريحه لموقع "بزنس 2 بزنس" أن تكاليف القطاف في جبال اللاذقية، إن كان عامل مياومة اجرته ٣٠٠٠ ل.س في اليوم، والفلاح يبيع كيلو الزيتون بـ ٢٥٠ ل.س للنوع الوسط وما دون، و ٤٠٠ للنوع الجيد وفي جبل الشيخ ٥٠٠ للكيلو لأنه مروي تكميليا ومواصفاته جيدة قابل للتخزين ويرتبط ذلك بالصنف والجودة، اما المعاصر اجرتها على كل بيدون زيت ١٨ ليتر تأخذ المعصرة اجرتها ليتر زيت وبعضهم يأخذ ٨% من الإنتاج، فمثلا في حمص يأخذون ١٧ ل.س على عصر كل كيلو زيتون.
وأضاف قطنا: لا يوجد سعر للزيتون المخصص للعصر لان المعاصر لا تشتري من المزارعين زيتون بل تعصر بالأجر لصالحهم، ففي اوروبا الامر معكوس.. المعاصر تعصر وتحتفظ بالزيت وهي تتاجر به والفلاح يأخذ حصته زيت او مال بدل ان يدفع اجر".
وأكد الباحث قطنا أن الفلاح هو اقل الافراد الربحين ضمن سلسلة القيمة للزيتون، لأنه كان يعتمد على افرار الاسرة لجني الزيتون والعمالة الموسمية الرخيصة .. اما الآن فيضطر الى استئجار عمالة بأجور عالية واجور نقل عالية وتكاليف عصر عالية وعدة حلقات تسويقية بين المنتج والمستهلك، لذا نجد ان الفلاح يحصل على ٣٠% من هامش الربح و٧٠% تتوزع بين الحلقات الوسيطة.