أوضح" أكرم قتوت" رئيس لجنة صناعة ألبسة الأطفال في اتحاد المصدرين وعضو في لجنة التسعير في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، أنّه ولكي يخرج الجميع رابحاً، صناعيين وتجاراً ومستهلكين لا بدّ من معرفة التكلفة الحقيقية للمنتج والمراحل التي يمرّ فيها والاختلافات في صناعة الملابس بين الولادي والكبار، فالطباعة الحرارية التي تستخدم في الولادي بشكل كبير تكلف 1500 ليرة للمتر الواحد على سبيل المثال وعملية غسيل أنزيم ومعالجة تكلف على سبيل المثال 1400 ليرة للمتر أيضاً من الجينز
ناهيك بالمادة الأولية التي تعتمد بشكل كبير على القطن بينما هناك أنواع كثيرة من الأقمشة لملابس الكبار كالليغرا والبوليستير و… الخ، مشيراً إلى أهمية الالتزام بتسعيرة اللجان المختصة التي تحوي أصحاب مهن وخبراء من داخلها هم الأقدر على التسعير فيها، ثمّ الاستفادة من الدعم الذي تقدمه الجهات الحكومية وآخرها المرسوم المتعلق بحسم 50% على المواد الأولية للصناعة النسيجية الذي يسهم بشكل كبير في انخفاض الأسعار، مشيراً إلى أنّ سعر القطع النقدي أحد أسباب غلاء الملابس.
ثقافة خطيرة
ملاحظة تكررت مع أكثر من بائع في السوق مفادها أنّ كلاً منهم يحمل تجارته تعويض مصاريف منزله -مهما صرف- وإيجار محله ومنزله –بعضهم مهجر- ومدارس الأولاد ومازوت الشتاء.. الخ، أكثر من بائع صدمنا بهذا التفكير وبالنية المبيتة والضمير المرتاح لهذه الفكرة وكأنّ الأمر تحول إلى ثقافة معدية لأنّنا وجدناها أيضاً لدى بعض الصناعيين، وكأنّ المستهلك هو من تسبب بغلاء المعيشة والتهجير والحرب وعليه تحمل التبعات لأنّ قدرته الشرائية عالية أو أنّه من بلد آخر ولا يعيش الظروف والمشاكل نفسها ولم يتأثر في كل منافذ حياته ويعيش أوضاعاً صعبة.
مسؤولية وطنية..!
بعض التجار وأصحاب الورش الذين لمسنا فيهم شيئاً من الصدق في تقديم المعلومات من دون حرج والرغبة في إيضاح صورة ما يجري، لفتوا إلى غياب ما سمّوه المسؤولية الوطنية لدى الأغلبية من زملائهم في العمل، فكمٌّ كبير منهم يعملون ليستفيدوا قدر الإمكان مما سببته الأزمة والحرب ويطالبون بحقوق وينسون واجباتهم تجاه بلدهم وأهلهم وأخلاقيات السوق والعمل، ووجدنا الرأي نفسه لدى الجهات الرقابية -التي فضلت عدم ذكر هذا الموضوع- بما يخصّ ما يجري في السوق واصفين ما يحدث بالفوضى والجشع المستشري لدى الكثير من التجار المخالفين.
حسبة صغيرة
سنحاول من خلال الأرقام والعمليات التي أُطلعنا على جانب منها الوصول إلى تكلفة شبه حقيقية لقطعة جينز ولادي بجودة جيدة لنرى مقدار الفرق مع السوق، يارد الجينز يكلف المصنع وسطياً 800 ليرة يباع بعد إضافة النقل وربح المصنع بما يقارب 900 ليرة ويصل للألف أيضاً، ولصنع بنطال جينز أو فستان قياس صغير نحتاج ياردين بتكلفة 1800 ليرة نضيف إليها تكلفة عمليات فنية بشكل وسطي 1500 ليرة فليس كل قطعة ولادي تحتاج إلى كامل العمليات الفنية فمنها ما يحتاج «كحتة» ومنها طبعة حرارية ومنها تطريزة خفيفة أو كبيرة و…الخ، أصبح المبلغ 3300 ليرة، يبيعها تاجر الجملة بـ3700 إلى 4 آلاف فهو يعتمد على بيع الكمية بالكامل ويهمه نفاد بضاعته، ثمّ نجده في السوق بما يقارب الـ6 أو7 آلاف بضعف التكلفة الحقيقية وبشكل تصاعدي حسب مكان البيع والبائع.
المصدر: تشرين