أشارت الخبيرة لاقتصادية ووزيرة الاقتصاد السابقة أيضاً د. لمياء عاصي حول الأسباب الاسعار المتقلبة للدولار و السؤال الأكثر شيوعاً حالياً " ما أسباب التقلبات السعرية للدولار" الحقيقة أنه لا يوجد لهذه التقلبات السعرية سبب واحد، فكما ورد في إيضاح لرئاسة مجلس الوزراء بأنه هناك 10 عوامل هي أسباب تقلبات سعر الصرف في سورية حالياً، الناس مصدومة من هذه التقلبات ومصدومة أكثر من طريقة معالجة الحكومة والمركزي لهذه التقلبات , فكيف يبيع المصرف المركزي الدولار بأعلى من سعره في السوق؟
من حيث المبدأ يُعتبر انخفاض سعر الدولار مقابل الليرة السورية مؤشر له انعكاس إيجابي على الحياة الاقتصادية .. ولعل المضاربات هي من أهم أسباب تقلبات أسعار العملات، هناك بعض الفئات التي تستغل أي مناسبة لتحقيق الأرباح والواضح أن ارتدادات تلك التغيرات السعرية على التصدير سلبية على المنتجين الذين وقعوا ضحايا هذا التغير.
أما عن الآثار على الحياة الاقتصادية وأصحاب الدخل المحدود؟ فتقول:
نظرياً يجب أن يكون لارتفاع سعر الليرة أمام الدولار تأثيرات إيجابية على المستهلكين للبضائع المستوردة على الأقل, ولكن من غير المفهوم أن يكون سعر الحوالة 434 ل.س بفارق 56 ل.س عن السوق السوداء ..وهذا من شأنه التأثير سلباً على الليرة السورية وتسليم التحكم بالدولار للسوق السوداء ...
إن القرارات الخاطئة والارتجالية للمصرف المركزي , هي سبب مهم للفوضى التي نراها في سوق الصرف كما تؤكد د. عاصي، وخصوصاً أن قرارات المركزي كل يوم بيومه ... ولا حرج لديه من التراجع عن القرارات التي سبق وأصدرها ... وكل حديث عن مراقبة السوق هو من قبيل اضفاء نوع من التجميل والغموض لا أكثر ...لأن سوق صرف العملات يفتقد للإحصائيات والمعلومات المناسبة للدراسة .
وتتسائل الخبيرة الاقتصادية: ألم يساهم المركزي بخلق فجوة في السوق في قراره المفاجئ باحتساب سعر التحويلات بسعر أقل من السوداء ب 56 ل.س، نزولا إلى 434 ل.س .. وشكل هجرة للدولار من السوق الرسمية إلى السوداء، فمن المستفيد ؟؟؟
ألم يشكل فرصة كبيرة لمن حصلوا على ايراداتهم الكبيرة بالعملة السورية , لتحويلها إلى دولار بسعر زهيد؟.
ما السبب؟
لماذا يعاني سعر الدولار كل هذه التقلبات الفجائية الكبيرة خلال سنوات الحرب؟
تقول عاصي في الحروب تكون البيئة مناسبة جداً للمضاربة , و تسود الفوضى في عملية عرض وطلب بعض السلع , ولعل الدولار من أهم السلع التي تخضع للعرض والطلب حسب الاستيراد والتصدير في البلد، والمبررات دائماً جاهزة "نحن في حالة حرب" علماً بأن الكثيرون حققوا أرباحاً كبيرة.
نسأل د. عاصي أين تكمن المشكلة ولماذا تتغير الإدارات وتبقى المشاكل نفسها بالنسبة للعملات الأجنبية وخصوصاً الدولار؟
تؤكد عاصي أنه في مرحلة سابقة عانى الناس الأمرّين بسبب الارتفاعات المتلاحقة للدولار , و ما يتبعه من ارتفاعات في أسعار المواد والخدمات، والإجراء الذي دأب المركزي على اتخاذه هو جلسات المزادات العبثية لبيع الدولار ... فالإدارة السابقة قامت ببيع الدولار بأقل من سعرالسوق وخسر المركزي مبالغ كبيرة، وهذا مشابه لما يحصل اليوم حيث يشتري المركزي بأعلى من سعر السوق,والمركزي أيضا هو الخاسر. نقطة أخيرة لا بد من ذكرها بأن تضارب التصريحات الحكومية، واتخاذ قرارات نقدية والتراجع عنها وغياب الشفافية , هي عوامل تضعف الثقة بين الناس والسلطات النقدية مما يؤثر سلبا على سوق الصرف.
داماس بوست