يقوم المكتب المركزي للإحصاء حالياً بالمسح الديمغرافي الاجتماعي المتكامل للأسر السورية، والذي يعد من أهم المسوحات حيث لم ينفذ مثله منذ عام 2007.
ولفت مدير المكتب الدكتور إحسان عامر إلى أنه يستهدف أكثر من 30 ألف أسرة على مستوى القطر، وتأتي أهميته من كونه يعطي صورة عن التغيرات السكانية والديمغرافية التي طرأت على الأسر السورية خلال الحرب مقارنة بما قبلها.
وذكر عامر أن المسح يشمل بيانات الأسرة من حيث (خصائص المسكن – التركيب العمري للسكان – الحالة التعليمية للفرد – قوة العمل)، إضافة إلى تضمنه بيانات صحية تتعلق بالأمراض المزمنة والأدوية المستخدمة والإعاقة ونوعها، والعلاج، وأيضاً يشمل الأفراد الذين غادروا البلاد، إضافة إلى الصحة الإنجابية للسيدات بين سن 15 -49 سنة حيث يمكن من خلاله معرفة معدل (المواليد – الخصوبة – الوفيات)، مشيراً إلى أن استبيان المسح شمل كذلك طريقة الانفاق على أكثر من 100 سلعة، أهمها متوسط الانفاق الشهري لهذه السلع، وأخرى تتعلق بالأمن الغذائي للأسرة حيث يعطي مؤشراً عن الأسر الآمنة غذائياً وغير الآمنة، إضافة إلى الأسر التي تقع في منطقة الهشاشة.
مدير المكتب المركزي للإحصاء أوضح أنّ الحكومة تعول على هذا المسح لإعطائه مؤشرات واقعية ومنطقية عن الأسر السورية، وأنه كان من المفترض أن يجرى المسح في العام الماضي، لكن تم التريث بسبب التكاليف المرتفعة جداً، لذلك تم توقيع مذكرة تفاهم مع المنظمات الدولية العاملة على الأراضي السورية متمثلة بصندوق الامم المتحدة للسكان واليونيسيف تتضمن دعمها اللوجستي، بينما المنظمات الأخرى تتكفل بتسديد أجور العاملين بهذا المسح الذي بدئ العمل به في 18 / 11 من هذا العام، وينتهي العمل الميداني في 4/ 1 من عام 2018، مبيناً أنه ضمن الخطة الزمنية لهذا المسح ستظهر نتائجه الأولية بداية الشهر الثالث من العام القادم، علماً أن من يقوم بالعمل الميداني هم 315 عاملاً من الخبرات الوطنية منتشرين في كل المحافظات ماعدا محافظتي الرقة ودير الزور، وأنّ العينة منتشرة بين الريف والمدينة، مطالباً كافة الأسر التي تزار في هذا المسح أن تتأكد أولا من مهمة الباحث الاحصائي، وأن يتعاون معه في إعطاء البيانات الصحيحة والدقيقة لأن ذلك يصب في مصلحتهم.
معايير الأسر المستهدفة هي أخذ عينات عشوائية ومنتظمة، حيث تؤخذ العينة من كل الاحياء في دمشق على سبيل المثال وفقاً لعناقيد، ويشمل كل عنقود 8 أسر بشكل يغطي المنطقة كاملة، كذلك يتم أخذ عينات من الريف على مستوى المنطقة والناحية والقرية، وأن القرية التي حجم سكانها كبير يتم أخذ عنقودين منها، بينما القرية التي عدد سكانها قليل يؤخذ منها عنقود واحد فقط بحسبما ذكره مدير المكتب المركزي للإحصاء، وأنّ العينات منتقاة بشكل علمي ومنطقي وتغطي كل المجتمع، علماً أنّ هذا المسح سوف يجيب عن كافة التساؤلات التي تطرح عن واقع الأسرة السورية خلال الحرب.
تشرين