خاص B2B-SY | فاطمة عمراني
أيام قليلة تفصلنا عن عيد الميلاد المجيد، وفيما يتحضر مواطنو اليابان لمشاهدة أغلى أشجار الميلاد والمصنوعة من الذهب الخالص في بلادهم، ينحرم المواطن السوري من مجرد رؤية واقتناء شجرة العيد ولو كانت "بلاستيكية".
فيبدو أن غلاء الأسعار سيوحد تراتيل السوريين في عيد رأس السنة الميلادية لتتلخص أمنيتهم بتوقف شجع التجار. فبعد ارتفاع أسعار مستلزمات الاحتفال بعيد الميلاد في الأسواق السورية، وسط تراجع ملحوظ في حركة البيع والشراء، يرى المتجول في أسواق دمشق أن زينة أعياد الميلاد تملأ واجهات المحال التجارية، لكن في الوقت نفسه يلاحظ قلة الحركة الشرائية لهذه الزينة، إذ يكتفي التجار بعرضها آملين قدوم زبون مضطر لشرائها.
نقترض لنفرح أطفالنا في العيد
لكن رغم الاختلاف الكبير في الأسعار من عام لآخر، والارتفاع المبالغ به لمستلزمات الاحتفال بعيد الميلاد، لا زالت بعض الأسر السورية تحرص على شراء شجرة عيد الميلاد وزينتها، ومجسمات بابا نويل والملابس التنكرية الخاصة بعيد الميلاد، تعبيرًا عن الفرحة التي تلازم الاحتفال بالعيد.
وتقول ماريا في حديثها لـ "بزنس 2 بزنس": "اضطررت للاقتراض من أقاربي لأشتري لأطفالي مستلزمات العيد على تواضعها والتي تلخصت بشجرة صغيرة مزينة وبعض الحلوى".
وتضيف: "لن أحرم أطفالي من فرحة العيد ولو كلفني ذلك أن أقترض تقوداً".
للتجار رأي مختلف ..
لكن يبدو أن للتجار رأي مختلف هذه المرة، حيث أوضح منسق الزهور زكريا خطاب لإذاعة "شام إف إم"، أن أسعار أشجار الميلاد انخفضت بنسبة 30% عن العام الماضي، وذلك بالتزامن مع انخفاض سعر الدولار، مشيراً إلى أن أسعار هذه الأشجار تختلف من منطقة لأخرى في أسواق دمشق، حيث بلغ سعر شجرة الميلاد من النوع الصيني، ذات قياس 1.5م، 18ألف ل.س في سوق القصاع بدمشق، فيما تباع في أسواق أخرى بما يقارب 35 ألف ل.س.
وعن أسعار الزينة التي تشمل "أجراس، نجوم، إضاءة"، قال خطاب "إن النوع والجودة هي التي تحدد سعر القطع منها".
الأسعار الحقيقية
وبحسب استطلاع لرأي المواطنين حول أسعار شجرة عيد الميلاد، نفى كثيرون انخفاض سعر الشجرة وأقوال التجار، حيث أكدت لمى (طالبة) لـ "بزنس 2 بزنس" أن هناك شجرة تباع في السويداء بسعر 100 ألف ليرة!!
وأشار بعض رواد السوق أن أصغر شجرة تباع بـ 20000 ليرة، وذلك بدون أسعار الزينة التي ترافق هذه الشجرة، لتصل تكلفة شجرة عيد الميلاد مع زينتها المتواضعة إلى حوالي الـ 50000 ليرة بشكل وسطي، في حين تجاوزت المئة ألف ليرة في بعض الأسواق.
الأسعار مرتفعة في الأسواق الراقية والشعبية على حد سواء!
واختلفت الأسعار في المناطق الراقية عنها في المناطق الشعبية، وارتفعت إلى الضعف أحياناً، عامر (زبون في أحد المحال) قال لـ "بزنس 2 بزنس": دفعت ثمن شجرة عيد الميلاد 40000 ليرة في سوق الشعلان، واشتريت زينتها بسعر 20000 ليرة المتضمنة طابات وإضاءة ولمبات وأموراً رمزية أخرى للشجرة مثل المغارة وغيرها".
وبالرغم من انخفاض الأسعار في الأسواق الشعبية عن مثيلتها الراقية، لكنه من الواضح أن أسعار الأسواق الشعبية كسوق الحميدية والمسكية لم تختلف هذا العام عن أفخم الأسواق، فهل سيكتفي السوري هذا العام بإشعال شمعة وتمني أمنية كالأعوام السابقة؟ أم أنه سيحلم بـ "بابا نويل" وهديته المخبأة تحت شجرته "الخيالية"؟!