اكدت تقارير اعلامية هنا اليوم ان تحذيرات السلطات البريطانية للمواطنين والاجانب بتجنب السفر الى وسط العاصمة لندن خلال فترة تنظيم الالعاب الاولمبية ستتسبب في خسائر اقتصادية فادحة للسياحة والاقتصاد في المدينة والبلاد بشكل عام.
وذكرت صحيفة (دايلي ميل) في عددها الصادر اليوم ان الالعاب الاولمبية لم تنجح سوى في اجتذاب حوالي مئة الف سائح اجنبي مقارنة مع 300 الف سائح في الاوقات العادية بينما تراجع عدد زوار المعالم الشهيرة في المدينة بنسبة 35 بالمئة كما ظلت الكثير من الفنادق غير محجوزة.
واوضحت ان تحذيرات السلطات المتكررة بالابتعاد عن العاصمة الا للضرورة حولت لندن الى "مدينة اشباح" مضيفة ان "عدد الزوار انخفض بشكل كارثي بحيث اصبح يهدد الانعاش الاقتصادي للبلاد".
واشارت الصحيفة الى وجود توقعات بابتعاد ثلث العاملين في لندن من مجموع خمسة ملايين موظف عن دخول المدينة سواء بحصولهم على تراخيص للعمل من البيوت والتي شجعتها الحكومة او بحجزهم للعطل الصيفية تزامنا مع تنظيم الاولمبياد.
ونقلت الصحيفة عن رئيس (جمعية معالم لندن) برنارد دونوغو دعوته للحكومة بضرورة سحب هذه التحذيرات على الفور بسبب تراجع عدد الزوار بشكل لم يسبق له مثيل.
واكد ان مجموعتين من الزوار اصبحتا مفقودتين هما السياح الذين ابلغوا بضرورة تجنب المدينة بحجة الاكتظاظ والزحمة المتوقعة في الشوارع وسكان لندن والبريطانيين عامة والذين تلقوا نصائح بعدم استخدام النقل العام موضحا ان شبكة المترو لم يسبق وان شهدت سهولة في الحركة كالتي تعرفها هذه الايام.
وأكد عضو (جمعية سائقي تاكسي لندن) ستيف ماكنمارا للصحيفة ان "سائقي سيارات الاجرة تلقوا ضربة موجعة بسبب تراجع عدد الزبائن".
واوضح ان نسبة 90 بالمئة من مستخدمي سيارات الاجرة هم من سكان المدينة الذين غادروها في هذه الفترة متسائلا في المقابل عن مكان وجود هؤلاء السياح وكيفية تنقلهم وسط لندن.
وكان تقرير صدر يوم امس عن الموقع السياحي العالمي (تريب ادفايزور) كشف عن "تعرض فنادق لندن الى مفاجأة غير سارة" بتراجع عدد الجوزات الفندقية مقارنة مع ما تشهده المدينة من زحمة في الاوقات العادية خصوصا خلال موسم الصيف.
ونشرت (دايلي ميل) صورا عديدة لابرز شوارع لندن ومعالمها السياحية مثل شارع (اكسفورد ستريت) وبمحاذاة قصر ويستمنستر وعدد من مراكز التسوق الكبرى وحتى محطات الميترو والمطاعم وهي تبدو مهجورة بينما اظهرت صور اخرى طرقا وسط لندن وبعض الطرق السريعة حولها خالية تماما من حركة السيارات.
وكانت توقعات سلطات النقل للمدينة تشير الى تسجيل اكثر من ثلاثة ملايينرحلة عبر المواصلات العامة في اليوم خلال فترة تنظيم الالعاب الاولمبية بينما سبق لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون وان اشار منذ نحو اسبوعين الى توقع مداخيل بقيمة 13 مليار جنيه استرليني من الاولمبياد على المديين القصير والمتوسط.
غير ان شغور المقاعد والمدرجات في معظم قاعات وملاعب اجراء المنافسات منذ اليوم الاول للالعاب التي انطلقت السبت الماضي شكلت صدمة للسلطات والرأي العام على حد سواء ودفع بلجنة تنظيم الاولمبياد الى الاستعانة بالجنود والمعلمين والتلاميذ اضافة الى اعادة طرح التذاكر للبيع العام بهدف ملء الاماكن الشاغرة.
المصدر: وكالة الأنباء الكويتية