كشف تقرير حديث عن حرائق الغابات التي اصابت غابات محافظة اللاذقية والتي تشكل 30 بالمئة من غابات سورية أنها تعرّضت للمزيد من الحرائق، كانت ذروتها في عام 2016 حيث اشتعل في ذلك العام 254 حريقاً، وأتت هذه الحرائق على 364 هكتاراً، لتنخفض في عام 2017 إلى مائة حريق، أضافت على المساحات المحروقة 95 هكتاراً آخر، وكانت هذه الحرائق 144 حريقاً في عام 2015 أتت على 99,8 هكتاراً، فيما شَهدَ العام 2014 عدداً غير قليل من الحرائق، وصل إلى 132 حريقاً، التهمت 158,8 هكتاراً، أي خلال أربع سنواتٍ الماضية وقعَ 630 حريقاً في محافظة اللاذقية، على مساحة 717,6 هكتاراً.
ويأتي بعد الحرائق في التسبب بالأذية للغابات في اللاذقية، واستثمارها سلبياً، أولئك الذين يمتهنون عمل الاعتداء على الغابات، تكسيراً، وتحطيباً جائراً، وتفحيماً، وتحاول مديرية زراعة اللاذقية، عبر دائرة الحراج، مُلاحقة هؤلاء قدر الإمكان، فعلى الرغم من الإمكانيات الضعيفة لأذرع دائرة الحراج العاملة على مكافحة هؤلاء ومُلاحقتهم.
أوضح المهندس باسم دوبا رئيس دائرة الحراج في اللاذقية أنّ الدائرة قامت في إطار مهمتها في حماية الثروة الحراجية، بضبط تعدياتٍ على مواقع حراجيّة، وتنظيم الضبوط بحق المخالفين، وإحالتها إلى القضاء، فقد تمّ في العام الماضي 2017 تنظيم 563 ضبطاً، منها ما كان بسبب الإقدام على قلع الأشجار، أو الحرق، أو القطع والتفحيم، أو الكسر، أو القطع والتشويه، كما تمت مصادرة العديد من الشاحنات التي كانت تنقل نواتج الغابات.
وهذه المخالفات كانت أقل من المخالفات المضبوطة في العام 2016، حيث وصلت إلى 629 مخالفة متنوعة كالسابقة، ولكن لوحظ ازدياد عدد مخالفات القطع والتفحيم نتيجة ارتفاع سعر المحروقات، ولجوء الكثير من المواطنين للتدفئة على الأحطاب كمصدرٍ بديل، في حين تناقص عدد المصادرات نتيجة التعاون مع الجهات المختصّة.
غير أنّ هذه المخالفات كلها تقع في أغلب الأحيان على الرؤوس الصغيرة فترتدع، في حين يبقى البلاء الأعظم على الغابات عند رؤوسٍ أخرى لا يطالها ردعٌ ولا منع، ولا تتوقّف عن نهب الحراج وقطعها وتفحيمها، والمتاجرة بها، وكوّنت ثرواتٍ هائلة على حساب الطبيعة والبيئة، وعلى حساب الدولة أيضاً، فصارت قوى ردع الغابات كبيتِ العنكبوت، يِعلَقُ فيه الكائن الضعيف، ويخترقه الكائن القوي، يخرّبهُ غير آبهٍ به.
المصدر: صحيفة الأيام السورية