خاص B2B-SY | فاطمة عمراني
لم تسلم اللحوم الحمراء والبيضاء والأغذية البحرية على حد سواء من موجة ارتفاع الأسعار الجنونية، حتى في المدن الساحلية والتي تعتبر مصدر المأكولات البحرية.
فكما يرى البعض أن اللحوم الحمراء والبيضاء أضحت صعبة المنال على المواطن السوري، يرى البعض الآخر أن المأكولات البحرية أصبحت حلماً لن يتجرأ المواطن السوري على التفكير به حتى في خياله!!
أسعار الأغذية البحرية والأسماك تحلق عالياً حتى في الساحل!!
"سعر الكيلو 17 ألف ليرة" زينت تلك العبارة أحد محال بيع الأسماك والمأكولات البحرية النيئة في مدينة اللاذقية، حيث كانت تلك الجملة التي كتبت بخط واضح فوق مجموعة من القريدس ذو الحجم الكبير، كانت كافية للفت نظر المارة الذين كانوا ينظرون للأسعار المكتوبة على البطاقات بدهشة واستغراب.
ورصد موقع "بزنس 2 بزنس" أسعار الأسماك والمأكولات البحرية الطازجة في أسواق محافظة اللاذقية، حيث بلغ سعر الكيلو من الحبار 6000 ليرة، وكيلو السمك الغساني البلدي 5000 ليرة، والسمك الميرلاند 6000 ليرة، وسمك الفريدة البلدي البحري 6000 ليرة، وسمك الكربال البحري 5000 ليرة، فيما وصل سعر كيلو شرحات السمك الفيليه إلى 5000 ليرة.
ومن جهة أخرى وصل سعر كيلو القريدس الحجم الكبير إلى 17000 ليرة، والقريدس الحجم المتوسط 9000 ليرة، أما القريدس الحجم الصغير بـ 7000 ليرة، كما بلغ سعر كيلو السلطعونات 1800 ليرة سورية.
اللحوم الحمراء: في المناسبات فقط!!
من خلال جولة الفريق الاقتصادي لـ "بزنس 2 بزنس" على بعض محال بيع اللحوم في العاصمة دمشق، اتضح أن أسعار اللحوم الحمراء لم تكن أخف وطئاً على المواطن، حيث بلغ سعر كيلو الهبرة المقشورة من لحم الخاروف البلدي الطازج المعرف باسم العواس 7000 ليرة، وتقل إذا كانت هبرة مسوفة حسب نسبة الدهون فيها بينما، أما كيلو اللحمة المجرومة بلغ سعره 5000 ليرة، وكيلو الزورة بـ 4500 ليرة سورية، فيما بلغ سعر كيلو لحم العجل 4500 ليرة سورية.
وتقول أم محمد (ربة منزل) لـ "بزنس 2 بزنس": " لم أشترِ اللحوم الحمراء منذ مدة طويلة، ولن أشتريها إلا في الأعياد والمناسبات الرسمية، لأن الميزانية لا تتحمل شراء اللحوم بالأسعار المبالغ فيها".
أما حسين (عامل) فيقول لـ "بزنس 2 بزنس": "الحسابات باتت دقيقة جداً، نحاول العيش ضمن الإمكانات المتاحة، فشراء نصف كيلو لحمة ربما يجعلنا بلا طعام لثلاثة أو أربعة أيام".
أسعار الدواجن: استقرار شبه ثابت
حافظت أسعار الدجاج على استقرار شبه ثابت منذ عدة أشهر في الأسواق السورية، ولامس سعر الدجاج بمستوياته الأخيرة، تلك التي كان قد بلغها منذ بداية العام الحالي، ووصل سعر كيلو الشرحات إلى 2500 ليرة، فيما يباع كيلو الفروج الحي بحوالي 1000 ليرة سورية، كما بلغ سعر كيلو أجنحة الدجاج 1700 ليرة، وكيلو أفخاذ الدجاج 1600 ليرة، أما الكيلو من سودة الدجاج فيباع بـ 2800 ليرة سورية.
وأشار أبو علي (تاجر لحوم دواجن) لـ "بزنس 2 بزنس" إلى أن الدواجن تعتبر من أهم مصادر البروتين وهي البديل الأساسي للحوم الحمراء التي لا يقدر على شرائها الفقراء ومحدودو الدخل.
الوزارة: ترقبوا الاجراءات الرادعة!
كان وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عبد الله الغربي قد أكد في تصريح سابق أن الوزارة تركز في مجمل نشاطاتها على اتخاذ سلسلة من الإجراءات المتعلقة بحماية المستهلك بدءاً من تأمين احتياجات المواطنين الأساسية والحد من احتكار السلع والتلاعب بالمواصفات، لافتاً إلى أن الوزارة تعمل على تعديل الأنظمة والقوانين المتعلقة بتشديد الرقابة على الأسواق وتنظيم الضبوط بحق المخالفين وتعليمات خاصة بالمراقبين التموينيين.
وطالب رواد الأسواق السورية وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بتفعيل دور رقابي قوي على الأسواق وتكثيف الحملات الرقابية المفاجئة على أسواق ومحلات ومنافذ بيع اللحوم، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين.
لكن يشير مراقبون إلى أنه من الواضح أن حالة الارتفاع الجنوني في الأسعار خارجة عن سيطرة الوزارة، حيث لا يزال التجار لليوم على مبدأ "كل يغني على ليلاه" ويتفننون في ابتكار طرق جديدة لسحب القروش القليلة المتبقية في جيب المواطن السوري.