خاص B2B-SY | فاطمة عمراني
"شبعنا غلا" على الواجهة وبالخط العريض، زينت تلك العبارة أحد محلات سوق الحمرا في العاصمة دمشق.
ولكن ما مدى صدق ما يزعمه التجار بأنهم قد شبعوا غلا وملأوا جيوبهم على حساب قوت المواطن، وهل سيبرهن هؤلاء عن صدق أقوالهم بأفعال تتجلى في تخفيض فعلي للأسعار؟!
تنزيلات لغاية 90% في الأسواق .. لكن؟!
فتزامناً مع موسم التنزيلات الموسمية على الملابس الشتوية بدأت المحال التجارية بتخفيض أسعار السلع في محاولة منها لكسب الزبائن وتصريف الفائض من البضاعة التي تكدست في المحال لاعتدال الحرارة في أغلب أيام فصل الشتاء في العام الحالي، والتي جعلت المواطن السوري يعرض عن شراء ملابس جديدة ثقيلة لمجابهة البرد.
ووصلت أسعار الملابس في أسواق دمشق إلى مستويات خيالية، رغم عروض التخفيضات، التي وصلت إلى 50 %، إضافةً إلى إطلاق عروض تنزيلات على موديلات الموسم الماضي، بتخفيض يصل إلى أكثر من 80 % أو 90 %.
التنزيلات على القطع ذات الجودة الرديئة فقط!!
لكن من خلال جولة الفريق الاقتصادي لـ "بزنس 2 بزنس" على أسواق العاصمة لرصد أسعار الملابس خلال فترة التنزيلات، تبين أن القطع التي تم تخفيض سعرها من نوعيات غالباً ما تكون رديئة، في حين أن القطع ذات النوعيات الجيدة حافظت على غلاء أسعارها.
كما أن التخفيضات شملت الملابس الشتوية فقط من كنزات ومعاطف وبناطيل، دون أن تشمل الملابس الغير موسمية من أحذية وحقائب وغيرها.
الحقيبة بـ 15 ألف ليرة في الأسواق الشعبية!!
لا تختلف أسعار السلع في الأسواق الشعبية عن المولات التجارية كثيراً، ففي حين تبلغ أسعار بعض الحقائب في المولات التجارية بشكل وسطي 25 ألف ليرة، تبلغ أسعار الحقائب في الأسواق الشعبية حوالي 15 ألف ليرة، ويبرر الباعة سبب هذا الارتفاع بأن الحقائب لا تشملها التنزيلات لأنها غير موسمية!
الحقائب لم تنفرد وحدها بتلك الخاصية، بل تبعتها جميع السلع التي طال لهيبها جيب المواطن سواء في الأسواق الشعبية أم في المولات التجارية.
يبرر سعيد (تاجر) في حديثه لـ "بزنس 2 بزنس" ارتفاع الأسعار الذي تشهده الأسواق رغماً عن موسم التنزيلات بغلاء الدولار، وغلاء اليد العاملة، وخروج مصانع الألبسة في المناطق الساخنة عن العمل، وخاصة في حلب، والتي كانت مصدراً مهماً لتغذية أسواق دمشق بالملابس، إضافةً لهروب العديد من أصحاب المعامل مع معاملهم، إلى دول الجوار خوفاً من أن تصاب مصانعهم أو تتعرض للسرقة.
تضخم أسعار الملابس 909.4 %!!
في آخر تقرير رسمي للمكتب المركزي للإحصاء، بلغ الرقم القياسي لأسعار المستهلك لشهر شباط عام 2017 نسبة 909.4 %، باعتبار أن سنة الأساس هي 2010 وتقاس عليها سلة المستهلك وفق بيانات المركزي للإحصاء.
ومن خلال جولة "بزنس 2 بزنس" على أـسواق الشعلان والحمرا والصالحية والجسر الأبيض، تبين أن سعر الكنزة الرجالية يتراوح بين عشرة آلاف وسبعة عشر ألف ليرة، والقميص بين عشرة آلاف وخمسة عشر ألف ليرة، في حين سجل بنطال الجينز بين 6.500 و12.000 ليرة، وسعر الحذاء في حده الأدنى 7.500 ليرة، وتلك الأسعار لم تشملها تخفيضات التجار "المزعومة" لأنها ذات نوعية جيدة، حيث انحصرت التخفيضات بالسلع ذات الجودة المتدنية.
كما وصل سعر الكنزة النسائية، إلى 6000 ليرة، والبنطال 10.000 في حده الأدنى، وتراوح سعر المعطف النسائي ما بين 16.500 ألف، و35 ألف ليرة في محلات الصالحية والطلياني.
من جهة أخرى، سجل الطقم الولادي لألبسة الأطفال في حده الأدنى 15 ألف ليرة، والمعاطف “السترة” تراوح ثمنها بين 9 آلاف و18 آلف ليرة.
موسم صيفي مبشر: الجاكيت بـ 40 ألف!!
بشر أحمد (تاجر ألبسة) المواطنين بصيفية لاهبة على صعيد أسعار الألبسة وليس درجة الحرارة، وذلك عند سؤال "بزنس 2 بزنس" له حول توقعاته لأسعار الملابس الشتوية.
وأشار أحمد إلى أن الحد الأدنى لسعر الجاكيت النسائي الصيفي الذي يبيعه في محله بمنطقة الطلياني سيبلغ 40 ألف ليرة!
ينتظر المواطن السوري موسم التخفيضات ليشتري ما يستر به نفسه وأطفاله بأقل سعر ممكن، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، ويعود رب الأسرة منكسراً من جولته على الأسواق بعد أن عجز عن شراء ما يريد، فهل ستصبح الملابس أيضاً خارج إمكانيات المواطن؟ وهل سنبقى على هذا الحال إلى أن يعود عصر "ورق التوت" من جديد؟!