انخفض صرف الدولار الأميركي في تداولات السوق السوداء خلال الأمس متأثراً بتراجع حركة التعاملات إلى مستويات متدنية جداً، وبعد أن لامس 71 ليرة خلال الأسبوع الماضي، عاد صرف الدولار الأميركي إلى مستوى 70.25 ليرة سورية كحد أقصى للبيع خلال تعاملات الأمس، على حين تركز سعر الشراء عند مستوى 69.5 ليرة سورية، وهذا ما يزيد نحو ثلاثة أرباع الليرة عن سعر مبيع الدولار في شركات الصرافة النظامية والمصارف الخاصة التي تتعامل بالقطع.
هذا الهامش بين سعر الدولار في السوق السوداء والمصارف ومؤسسات الصرافة يتيح المجال لتحرك القطع بين السوقين والحصول على أرباح سريعة من الفرق السعري، -وفقاً للمنطق النظري- إلا أن انكفاء معظم مؤسسات الصرافة وامتناعها عن بيع الدولار، وإن باعت فبكميات قليلة جداً، يحد من هذه الحركة بين السوقين.
ولا يمكننا أن ننسى الضوابط التي وضعها مصرف سورية المركزي بتحديد كميات الشراء بـ10 آلاف دولار للفرد، على حين الكمية مفتوحة للسجل التجاري.
ووفق متعاملين في السوق وصرافين فإن الأوضاع الحالية التي يمر بها البلد تعوق حركة التعامل في السوق، وخلافاً للتوقعات ما زالت الليرة السورية تحافظ على تماسكها أمام العملات الأجنبية، ويلعب المركزي دوراً مهماً في ذلك بتحديده لسعر الدولار في نشرة يومية للتدخل تعتمد مبدأ الثبات في السعر حيث تقوم المصارف وشركات الصرافة بالتسعير على أساسها، وهذا يخفف من حدة التقلبات في السوق السوداء.
ويرى مختصون أن معظم المواطنين يفضلون الاحتفاظ بالليرة السورية لمواجهة المتطلبات اليومية، التي لا يمكن مواجهتها بالدولار، إلى جانب صعوبة التصريف في بعض الأماكن.
ورسمياً استقر صرف الدولار لليوم الثاني على التوالي في نشرة أسعار الصرف الصادرة عن المركزي صباح أمس، وبلغ سعر المبيع 66.28 ليرة والشراء 65.88 ليرة. كما ثبت المركزي سعر الدولار في نشرة التدخل عند 66 ليرة شراء و68.3 مبيعاً.
أما عن سوق الأسهم فقد شهدت تعاملاته تراجعاً إلى مستويات متدينة خلال الأسبوع الماضي رغم وصول أسعار الأسهم إلى مستويات مغرية للشراء ومن الصعب أن تتكرر.
وكانت تداولات سوق دمشق للأوراق المالية قد اقتصرت على 2.047 مليون ليرة سورية في جلسات التداول الثلاث السابقة، وذلك جراء تداول 16.8 ألف سهم عبر 16 صفقة منفذة.
ورغم ارتفاع مستويات العرض في السوق أمام انسحاب حاد للمشترين تحاول أسعار بعض الأسهم التماسك قدر المستطاع عند المستويات السعرية المتدنية التي سجلتها.
وهذا الأمر انعكس على مؤشر السوق الذي تراجع بأقل من ربع نقطة مئوية خلال الأسبوع الماضي.
فقد أنهى المؤشر تداولات الأسبوع عند 821.16 نقطة وقد خسر 1.91 نقطة، بالتزامن مع التركز الشديد لحركة التداولات على أسهم لخمس شركات فقط، وهي على الأغلب أسهم قيادية في السوق، على حين تعاني باقي الأسهم جموداً حاداً في حركة الطلب عليها.
ومن الملاحظ ابتعاد حركة التعاملات عن المستويات الوسطية المسجلة في الجلسة الواحدة خلال 2012، حيث سجل وسطي حجم التداول 75 ألف سهم وقيمة التداول 13 مليون ليرة سورية.