خاص B2B-SY | فاطمة عمراني
أصبحت جملة "الأسعار السياحية" تختصر واقع عمل أغلب الاستراحات الطرقية في سوريا.
حيث يبرر أصحاب تلك الاستراحات المبالغ الإضافية التي يتقاضونها مقابل السلع بأنهم منشأة سياحية ومن الطبيعي أن أسعارها تختلف عن أسعار الأسواق التجارية العادية.
ويستغل أصحاب تلك الاستراحات مسافات السفر البعيدة بين المحافظات السورية وحاجة المسافرين للاستراحة من عناء السفر، ولا يمانعون تقاضي مبالغ تساوي ضعفين أو ثلاثة أضعاف سعر السلعة في الأسواق التجارية دون حسيب أو رقيب، لا سيما في موسم الصيف والعطلة الذي تنشط فيه السياحة الداخلية، بعد أن أصبحت نظيرتها الخارجية حلماً بعيد المنال للمواطن السوري.
وبالرغم من ارتفاع الأسعار لعدة أضعاف، لن يشعر المواطن بالغبن إذا دفع مبالغ كبيرة مقابل خدمات جيدة، إلا أن الخدمات التي تقدمها تلك الاستراحات أقل بكثير مما يجب أن تكون عليه.
تقول ريم لـ "بزنس 2 بزنس": "منذ حوالي الشهر، توجهت من دمشق إلى اللاذقية مع عائلتي، وباعتبار أن مدة السفر بين المدينتين تقارب 4 ساعات، توقفنا في استراحة في قرية شمسين بحمص، وكانت أسعارها خيالية، حيث بلغت أسعار بعض المشروبات التي اشتريناها 3 أضعاف سعرها في الأسواق، عدا عن انعدام النظافة في دورات المياه، وعدم وجود خدمة الإنترنت".
أما مؤيد فيؤكد لـ "بزنس 2 بزنس" أنه يضطر للسفر من حمص إلى دمشق بشكل دوري بسبب عمله، وأن أغلب الاستراحات على الطريق تفتقر للحد الأدنى من جودة الخدمات، وتتميز بأسعارها اللاذعة".
و يقول المواطن " شادي" بحسب الاستبيان الذي أجراها موقع "بزنس2بزنس سورية" على صفحته على الفيسبوك، ان الاستراحات على طريق اللاذقية حمص دمشق ، خدماتها مزرية و الأكل غير جيد ، أما الأسعار فهي 10 نجوم و النطافة معد,مة ، و ضرب مثلا سعر عبوة الكولا 300 ليرة و أسعار قطع البسكويت بدءاً من 200 ليرة وكيس شيبس البطاطا يبدأ ايضاً من 400 ليرة
لكن الشيء الأهم أن سيخ الشاورما تضغه تلك الاستراحة على الطريق العام و بدون اي حماية او وقاية .
من جهة أخرى، تشتهر تلك الاستراحات ببيع بعض أنواع الحلويات كحلاوة الجبن والحلاوة الحمصية والهريسة وغيرها، فيما يشير بعض رواد تلك الاستراحات لـ "بزنس 2 بزنس سورية" إلى أن بعض المنشآت تبيع هذه الحلويات وقد مضى على صنعها مدة زمنية طويلة وأصبحت "بايتة" حسب تعبيرهم، وقد تسبب تسمماً غذائياً.
يذكر أن وزير السياحة بشر يازجي كان قد أصدر في أواخر 2017 قراراً تم بموجبه تحديد مواصفات وخدمات وضوابط عمل الاستراحات الطرقية المتنوعة، التي تشاد على الطرق المركزية والمحلية والسياحية وتقدم كافة الخدمات للمسافرين، وتضمن القرار تقديم الحد الأدنى للخدمات السياحية المطلوبة ضمن الاستراحة والتي تشمل نقطة إطعام وخدمات اتصال وانترنت وخدمات إسعافية أولية، ودورات مياه لائقة، مع التشديد على الالتزام بالمعاير والمواصفات الخدمية والفنية، من حيث تناسق الشكل والطراز المعماري العام في الاستراحة والخدمات المرفقة وملاءمتها للبيئة المحيطة.
وبالرغم من مضي فترة طويلة على القرار الوزاري إلا أن ذلك لم يردع أصحاب تلك المنشآت الذين لا زالوا مستمرين بتجاوزاتهم بغياب الرقابة من "السياحة" وعلى عينك يا تاجر دون حسيب أو رقيب.
وأشار بعض من رواد هذه الاستراحات إلى ضرورة أخذ الوزارة واقع تلك الاستراحات بعين الاعتبار، بسبب أهميتها الكبيرة للمسافرين واستغلال أصحابها لمدة السفر الطويلة بين المحافظات السورية، مطالبين الوزارة باتخاذ إجراءات فورية بحق المخالفين وتشديد الرقابة بشكل أكبر.