قادت الأغذية اتجاهاً صعودياً في أسعار السلع في الأسواق العالمية خلال الأسابيع الأخيرة. وارتفع مؤشر منظمة الزراعة والأغذية العالمية الفاو بنسبة 6 % خلال الشهر الماضي ليقترب من مستويات 2008. وبالمثل شهدت سلع أخرى مثل النفط والمعادن ارتفاعات لكن بمعدلات أقل.
مؤشرات معاكسة
ولكن هذا الارتفاع قد يتوقف مع ازدياد مشاعر القلق في الأسواق تجاه النمو العالمي. ويبدو أن الانتعاش المحتمل في معدلات النمو في الصين خلال النصف الثاني من العام بعيد المنال، حيث جاءت البيانات الاقتصادية خلال شهر يوليو في الجانب السلبي. ولأن الصين تلعب دوراً مهماً ورئيسياً في الاقتصاد العالمي، فإن عدم عودة النشاط إلى كافة مفاصل الاقتصاد الصيني يعني أن نمو الاقتصاد العالمي لا يزال هشاً. وقد أثر ذلك سلباً على أسعار النفط.
بيانات ضعيفة
ومع بداية أسبوع جديد، جاءت البيانات الاقتصادية ضعيفة إلى حد ما، وبالتالي يتوقع أن تتراوح أسعار النفط ضمن نطاق محدد. وبلغ أعلى سعر لمزيج برنت أقل بقليل من 114.00 دولاراً للبرميل الواحد، في حين يكمن سعر الدعم عند 110، ثم 108.50 دولارات، وهو مستوى الدعم الفني الرئيسي.
النمو الاقتصادي
وإذا لم يساهم النمو الاقتصادي في دعم أسعار النفط فإن التركيز سيتحول إلى كيفية قيام البنوك المركزية بتعزيز اقتصادياتها. وفي نهاية أغسطس، سيلقي بن برنانكي رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي الأمريكي خطابه السنوي في جاكسون هول، حيث من المعتاد أن يعلن فيه عن حوافز جديدة في محاولة لتعزيز الاقتصاد الأمريكي. وسيتم الكشف في الأسبوع القادم عن بيانات التضخم في الولايات المتحدة لشهر يوليو؛ وفي حال تراجع معدلات التضخم بشكل كبير، فإن الأسواق قد تبدأ بالارتفاع مع احتمال الإعلان عن المزيد من عمليات التيسير الكمي من جانب الولايات المتحدة، مما قد يسبب بعض التذبذب في أسعار النفط في الأيام المقبلة.
أزمة غذاء أسوأ
حذر رئيس مجلس إدارة شركة نستله أكبر مجموعة غذائية في العالم من أن العالم سيواجه أزمة غذاء اسوأ مما حدث في عام 2008 في ظل مساحة الأرض المخصصة لانتاج وقود حيوي بدلا من الغذاء. وقال بيتر برابك للصحيفة فاينر تسايتونج النمساوية في مقابلة نشرت أمس: اقرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) بما كنت أدعو إليه منذ أعوام: لا ينبغي استخدام الغذاء في انتاج الوقود الحيوي. الغذاء يخسر مساحات كبيرة من الاراضي.
وأضاف: لكن هناك جماعات ضغط قوية ودعما هائلا وراء ذلك لذا اتوقع أزمة غذاء ومجاعة أشد منها في عام 2008.
المصدر: البيان الإماراتية