يرى الخبير في التمنية الإدارية عبد الرحمن تيشوري أن ظاهرة عمل خريجي الجامعات بخارج اختصاصهم تكتسح إداراتنا وتسمى بالانزياح الوظيفي، مؤكداً ضرورة معالجتها,فالإداري لايعمل في الإدارة والإعلامي لايعمل في الإعلام, لافتاً إلى أن هناك هندسة تخريب كبيرة في كل التخصصات.
ولفت إلى أن العمل في وظائف مغايرة للتخصص يعد هدراً للطاقة وضياعاً للجهد والوقت وضعفاً في العطاء في وظيفة لا يعرف الموظف عنها شيئاً, وقد ينجح الشخص الذي يعمل في غير اختصاصه في بعض الحالات لكن ذلك يبقى في حكم الحالات الشاذة, وأن الاختصاص أساس تطور الجوانب العملية في شخصية الفرد، وهناك علاقة كبيرة بين الخبرة والتخصص، فالشخص المتخصص هو الذي يتقدم ويكون مبادراً ولديه ما يفيد به من حوله.أما بالنسبة لأثر ذلك على الإدارة فيرى تيشوري أن هذه الظاهرة تؤدي إلى عدم تقديم الأداء الأفضل بالنسبة للعمل المطلوب وانتشار البطالة المقنعة في أروقة معظم مؤسساتنا.
ولفت إلى ضرورة الانتباه إلى هذه الظاهرة من قبل الجهات المعنية لأنها من الأمراض التي تقف عائقاً في وجه التنمية الإدارية وربط مخرجات التعليم بسوق العمل واستيعاب الخريجين الجدد في المؤسسات التي تعنى باختصاصهم، وتنفيذ السياسات والخطط العامة للتوظيف في الجهات العامة للدولة ووضع الأسس والمعايير المتعلقة بالاختيار للعمل في الوظيفة العامة.
تشرين