في آخر اجتماعات مجلس محافظة السويداء، طالب بعض الأعضاء من المحافظ إلغاء “البطاقة الذكية” كون الحاجة الفعلية لها قد انتهت، ولأنها باب جديد للفساد، ويخدم إصدارها بالإضافة إلى المنتفعين المعروفين شخصاً واحداً فقط حيث بدأ العمل فيها على قدم وساق على الرغم من امتعاض غالبية المواطنين ومعرفة المسؤولين بما سيجري لاحقاً جراء ذلك الامتعاض .
البطاقة التي عدها المواطنون فعلاً حضارياً لكنها غير مناسبة في الوقت الحاضر بسبب الفلتان الأمني الموجود وضعف القضاء والأجهزة الرقابية إضافة إلى فقدان المواطنين للثقة بلجان المحروقات التي لم تستطع حل اي من المشاكل طوال سنوات الحرب الماضية.
وحول المشاكل المتعلقة بالبطاقة الذكية يقول أحد أعضاء اللجان المشرفة على توزيعها : إن المشكلة تكمن في أننا عندما نرغب بإصدار أمر إلغاء توزيع مادة المازوت على البطاقة القديمة بعد أن تم توزيع كمية من المازوت عليها لعدد من المواطنين معربا عن استغرابه الإصرار على توزيع المادة على البطاقة الذكية الحديثة غير المفعلة أساساً.
وحذر من أن المشاكل بدأت قبل دخول فصل الشتاء ولجنة المحروقات لا تعرف حتى الآن المشاكل التي يعاني منها الناس، والتي لم تمكنهم من استصدار البطاقة، حيث وصلت نسبة التوزيع حتى الآن إلى 25 % فقط؟.
ويعدد عضو اللجنة الفرعية الذي استقال من مهمته احتجاجاً على الوضع، المشاكل التي صادفته ولم يجد لها حل بالقول: صادفتنا مشاكل كبيرة، منها الشاب الذي يملك منزلاً مستقلاً وسند تمليك خاص لا يمكنه الحصول على بطاقة، ويبقى معلقاً بأهله وبطاقتهم الذكية.
والمرأة العاجزة التي لا تستطيع الذهاب للمركز، وهن كثر. والمسنين وأصحاب الإعاقات الخاصة والحالات المستعصية.
وكذلك الرجل المتزوج من عدة نساء والجميع مطلقات، وكل واحدة تعيش في منزل مستقل مع أولادها، والعكس صحيح، هناك نساء متزوجات لأكثر من مرة ولديهن أبناء من أزواجهن مستقلين في منازلهم.
وهناك سيدات سوريات متزوجات من جنسيات عربية لبناني ولديهم إقامة في “سورية”. وكذلك السوريات المطلقات اللواتي لا يمتلكن دفاتر عائلة.
هذه عينة صغيرة من المشاكل التي اصطدمت بها اللجان الفرعية في المحافظة ولم يجدوا لها تفسيراً حتى الآن.
يقول أحد أعضاء اللجان في مدينة السويداء: عندما بدأنا في توزيع الدور الأول، لم يكن لدى المواطنين المال لكي يشتروا المادة، ولن يكون لديهم على المدى القريب كون شهر المدارس والمؤونة أكل كل ما يمكنهم تأمينه من مال، وتركوا وضع الشتاء للشتاء،
ولكن الذي معه المال لا يمكنه التعبئة كونه لا يملك البطاقة، وسوف يطنش هذه المرة كون الشتاء لم يأتي بعد، أما في المرات القادمة فلن يسكت حتى لو ارتكب مشكلة كبيرة.
اختراعات الحكومة وإسراعها نحو التقانة الحديثة، دون أي بنية تحتية مناسبة، يعرض المجتمع للخطر، خاصة مع اقتناع المواطن أن الحكومة لا تفكر إلا بمصلحتها وكيفية جني الضرائب من جيوبه المقدوحة أصل
صاحبة الجلالة