بدأت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في شهر تموز الماضي حملة شاملة لمصادرة المواد مجهولة المصدر و"اجتثاث ظاهرة فلتان البضائع" في الأسواق السورية بحسب ما أعلنت وقتها وبدا أن الحملة نجحت في بدايتها بضبط عدد من المحلات والمولات التي تبيع تلك المواد واستطاعت "تخويف" بقية البائعين ودفعهم إلى إخفاء المواد في المستودعات إلا أن الحملة ما لبثت أن "بردت" ويبدو أن همة الوزارة "فترت" فعادت البضائع إلى "الفلتان" وعادت المتاجر الكبرى والمولات والمحلات وسط دمشق وفي الضواحي إلى بيع المنتجات المهربة ومجهولة المصدر بكل جرأة ومن دون حسيب أو رقيب.
حسام نصر الله مدير حماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلة يقول "الحملة مازالت مستمرة حتى تاريخه وستبقى مستمرة حتى مصادرة آخر سلعة مهربة أو مجهولة المصدر في أسواقنا المحلية." لكن في جولة صغيرة على بعض المولات والمتاجر في دمشق يمكن لأي مراقب أن يشاهد على الرفوف كل أنواع المواد مجهولة المصدر "الفلتانة" من العلكة و النسكافيه والميلو إلى الحليب والأيس كافيه مرورا بالمارشميلو والشوكولا والسكاكر والمشروبات ويمكن للسيد نصر الله القيام بزيارة إلى برادات المولات والتعرف على مختلف أنواع الجبنة من البوك إلى الروكفور إلى الكيري وكل ذلك بشكل علني وواضح ومن دون أي تمويه أو توريه.
أحد أصحاب المحلات في جرمانا أكد أن البعض توقف عن بيع المواد المهربة بعد انطلاق الحملة إلا أن الكثيرين عادوا واستمروا في البيع وكأن شيئا لم يكن وكشف أن معظم تلك المواد تأتي من لبنان عبر الاتفاق مع سائقي سيارات النقل العمومي.
ويبدو أن تحرك الوزارة تزامن مع استشراء الظاهرة فقط وتوقف عند ضعفها رغم أن ضرر هذه المواد غير معروفة المنشأ على الصحة والسلامة العامة، لا يتوقف إلا باختفاءها نهائيا من الأسواق إلا أن مدير حماية المستهلك في الوزارة دعا أي مواطن إلى الإبلاغ عن أي منتج مجهول المصدر في أي مول أو سوبر ماركت أو بقالية أو بسطة للتعامل معه في أسرع وقت "خلال ساعة على أبعد تقدير" بحسب تعبيره وبين أن هناك ضبوط بالمئات تتصدرها مدينة دمشق.
وقال نصر الله إن عدد دوريات التموين المنتشرة في الأسواق وتحديداً باتجاه الفعاليات التجارية والأفران ومحطات الوقود تزيد عن 26 دورية تعمل بشكل يومي وفق خطة العمل الموضوعة في الوزارة لكن لم يوضح نصر الله لماذا لاترى دوريات مديريات حماية المستهلك هذه المواد في المتاجر الكبرى والسوبرماركات وهل هي "شفافة وغير مرئية" رغم وجودها على الرفوف ورغم هذا العدد من الدوريات التي تجوب الأسواق ليل نهار؟
وفي حال لم يعاقب كل من يتلاعب بلقمة عيش المواطن كما صرحت الوزارة في أكثر من مناسبة سواء أكان تاجراً أو صاحب مول أو بقالية لن يتم "اجتثاث" اخر مادة مجهولة ولن يتم القضاء على هذه الظاهرة في اسواقنا .. أبدا.
المصدر: داماس بوست