خاص B2B-SY
معرض دمشق الدولي : تراجع عقود التصدير وفوضى بالافتتاح وإقبال جماهيري حوله من الاقتصاد لمكان للتنزه
اختتمت أمس فعاليات الدورة الـ60 لمعرض دمشق الدولي والتي حملت في طياتها العديد من الانتقادات حول تنظيم المعرض والفائدة الاقتصادية للشركات التي شاركت به، دون اغفال النقاط الإيجابية كحجم المشاركات الواسع سواء الدولية او المحلية والاقبال الجماهيري الكبير على زيارة المعرض والذي تحول لحالة سلبية في بعض الأحيان.
ومن خلال التغطية التي قام بها الفريق الاقتصادي لموقع "بزنس2بزنس سورية" على مدار أيامه العشرة نرصد لكم أهم إيجابيات وسلبيات معرض دمشق الدولي بدورته الـ60، فقد سجلغياب العديد من الشركات التي شاركت في الدورة الماضية عن المشاركة بهذه الدورة ، ومن تلك الشركات الأصيل لصناعة الحلويات وبحسب مديرها العام حسين أسعد فإن المشاركة في المعرض العام الماضي كانت بهدف اظهار حالة التعافي في الاقتصاد السورية والمساهمة برسم صورة جديدة لسورية وخلق حالة من الفرح للمواطنين، ومع ذلك فقد كانت هنالك العديد من السلبيات ومنها حفل الافتتاح الذي لم تدعى له غالبية الشركات المشاركة في المعرض بينما تواجد مئات الأشخاص الذين لاعلاقة لهم به مع التعامل السيء خلال الافتتاح.
كما أن معظم الشركات تكلفت مبالغ كبيرة للمشاركة سواء كأجور الاجنحة والتي كانت مرتفعة لتأمين كلفة حضور مستوردين من العديد من الدول إضافة للديكورات والمصاريف الأخرى ولكن للأسف فإن الغالبية العظمى من الشركات لم تحقق أي فائدة مادية ولم توقع أي عقد للتصدير وهذا ما جعل غالبية شركات الحلويات على سبيل المثال تعتذر عن المشاركة في الدورة الحالية.
انخفاض صادرات قطاع النسيج
خلال دورة المعرض الماضية كان التركيز الكبير على القطاع النسيجي واستقدام التجار العرب لزيارته وتوقيع عقود تصدير، وأما في الدورة الحالية فتم تقليص مساحة الجناح وتخفيض عدد التجار المدعوين، الذين أشاروا لوجود العديد من المشكلات التي تؤدي لخفض الاستيراد من سورية وعلى رأس ذلك ارتفاع الأسعار الذي يعود لارتفاع أسعار الخيوط القطنية لدى معامل القطاع العام ورفع الجمارك على استيراد الاقمشة إضافة لصعوبات الشحن والمدة الطويلة التي يحتاجها الى دول الجوار كالعراق أو عبر البحر الى ليبيا.
وأمام هذا الواقع كان عدم الرضى هو السائد لدى معظم الصناعيين الذين شاركوا في المعرض من دمشق وحلب.
جناح القطاع الهندسي والكيميائي خارج التغطية
رغم زيادة المساحة الممنوحة للقطاعين الهندسي والكيميائي في الدورة الحالية مقارنة بالدورة الماضية، فإن عدم الرضا كان العلامة البارزة لدى غالبية الشركات المشاركة في الجناح فموقع الجناح البعيد عن الباب الرئيسي للمعرض خفّض وبشكل كبير من عدد زوار المعرض كما أن الباب الملاصق للجناح كان مغلقاً في الدخول واقتصر على الخروج كبوابة فرعية، كما أن غالبية هذه الشركات لم توقع أي عقود تصديرية خلال المعرض.
انخفاض كبير في مبيعات سوق البيع
سعت غرفة صناعة دمشق وريفها خلال المعرض لنقل تجربة مهرجان صنع في سورية وبزخم اكبر من خلال زيادة عدد الشركات وتنوعها، ولكن محصلة المهرجان كانت متواضعة للغاية فالسوق يتوضع في نهاية المعرض ورغم وجود بوابة ملاصقة له فإنها بقيت مغلقة كما أن امتلاء المعرض بنقاط البيع خفّض من عدد زوار السوق .
المشاركات الدولية تتوسع
من الإيجابيات التي ظهرت في الدورة الحالية للمعرض زيادة المشاركة الدولية وهو ما يعيد جزء من ألق المعرض الذي كانت المشاركات الدولية جزء رئيسي منه قبل الأزمة، و وظهرت أجنحة روسيا وإيران كأهم جناحين دوليين في المعرض، وكان لافتا زيارة أكثر من 100 رجل اعمال روسي وإقامة ملتقى لرجال اعمال البلدين على هامش المعرض كما كان هنالك وفود تجارية من الهند والأردن وبيلاروسيا.
وفي المقابل بقيت مشاركة العديد من الدول محدودة وعلى راسها الصين التي تعد من اكبر الدول الصناعية في العالم ومع ذلك فإن شركاتها لازالت مترددة في الاستثمار بسورية.
عقود تصدير زراعية مع روسيا وعدة دول
لم يشهد المعرض اعلان عن صفقات تصدير باستثناء ما اعلن عنه من عقدي تصدير لمواد زراعية مع روسيا بقيمة 10 ملايين دولار وكان واضحاً تجنب كافة مسؤولي المعرض الإفصاح عن أي رقم للصادرات دون معرفة الأسباب الكامنة وراء ذلك وخاصة ان عقود التصدير هي الامر الأهم للمشاركين بالمعرض.
كما أعلن (ابراهيم ميده) مدير عام هيئة دعم وتنمية الانتاج المحلي والصادرات، أن قيمة العقود المبرمة أكثر من 15 مليون دولار بينما هناك مفاوضات جارية بين المشاركين العارضين لإبرام الصفقات، إلا أن العقود المرصودة تبين أن القيمة تفوق ذلك وتصل لأكثر من 200 مليون دولار مبدئياً بكثير، وذلك بحسب المعلومات المتاحة والتي تم الاعلان عنها خلال أيام المعرض من قبل بعض الشركات والعارضين و خصوصا الشركات الزراعية
ويبدو أن الحكومة ومع نهاية المعرض تسعى لاحداث تطوير في الدورة المقبلة حيث أعلن رئيس الحكومة عن تشكيل مجموعة عمل عليا تتولى وضع الأفكار وتقديم المقترحات والإشراف على كل التحضيرات المطلوبة لإطلاق عملية تجديد مبتكرة للمعرض تستند على مكانته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في ذاكرة السوريين والعالم وعلى الحاجة التي تفرضها المرحلة الجديدة التي تعيشها سورية بعد عودة الأمن والأمان إلى معظم المحافظات والمناطق السورية
ونفت المصادر وجود أي خطة حكومية لسلخ الحالة الجماهيرية والشعبية وفصلها عن المعرض بحجة الأهداف والأبعاد الاقتصادية معتبراً أن معرض دمشق الدولي هو من المعارض الدولية القليلة في المنطقة التي لاتزال تحاكي نبض الشارع بكل فئاته وتخصصاته واهتماماته، إنما سيكون هناك اهتمام بتطوير كل الأجنحة ومراعاة خصوصية كل منها.