"أنف هيفا" و "خدود نانسي" و "عيون إليسا" و "شفاه مايا".. هكذا باتت عيادات التجميل في سوريا، تشبه برنامج «ما يطلبه الجمهور»، الزبونة تحدد فيه المطلوب من الجراحة، كما لو أنها تزور الكوافير بدلاً من عيادة التجميل!
وصارت تلك العيادات وكالة لقطع التبديل، توفر للراغبات شفاهاً أكثر نضارة، وصدراً أكبر أو أصغر، وأنفاً أصغر مع خدود أكبر، كل ذلك حسب الطلب، وراق الأمر لأطباء التجميل والمراكز المتخصصة في هذا النوع من العمليات فشرعوا سكاكينهم ومقصاتهم الطبية في أجسام وجيوب الزبونات بلا رادع أو ضمير.
وبالرغم من ارتفاع أسعار عمليات التجميل قياساً بمدخول المواطن السوري الذي لا زال يبلغ وسطياً 45 ألف ليرة سورية، إلا أنها لا زالت الأرخص مقارنة بدول الجوار ما شجع الزبائن العرب والأجانب على القدوم إلى العيادات الطبية السورية لا سيما من دول الجوار كلبنان والعراق.
أما أجور تلك العمليات فهي مختلفة من طبيب لآخر، لكن بحسب اطلاع "بزنس 2 بزنس سورية" على أسعار بعض العمليات الأكثر رواجاً، تبين أن حقن الشفاه بالفيلر يكلف من 150 – 250 دولار، فيما يكلف تجميل الأنف مع قطب شفة 400 – 500 دولار، وحفر الغمازة 25 – 50 دولار، أما شد الأجفان بـ 200 دولار، وشد الوجه 1000 دولار، أما شد البطن 1000 – 1500 دولار، وسعر جلسة حقن الدهون لنفخ الخدود 200 دولار.
الأطباء يبررون: أرخص من جيراننا!
بالنسبة لأجور عمليات التجميل وما يقال عن المبالغ الكبيرة التي يتقاضاها أطباء التجميل، يبين الدكتور حسان جعفو أستاذ جراحة الوجه والفكين في كلية طب الأسنان بجامعة دمشق، أن أجور الأطباء تعادل أقل من الربع بالنسبة لدول الجوار، وأن الغلاء يعود لسعر المواد المستخدمة والمستوردة، وبالتالي التسعيرة تختلف بحسب المادة المطلوبة وتكلفتها، فيما يؤكد الدكتور باسم براد استاذ بقسم الجراحة بكلية طب الأسنان بجامعة دمشق أن التكلفة في سوريا أرخص تكلفة للمعالجات الطبية بالمنطقة والجوار فمريضنا يدفع تقريبا 30% من نسبة ما يدفعه المريض في لبنان أو تركيا أو دولة أخرى مجاورة.
مراكز تجميل لبيع الوهم!
ينتقد الباحث النفسي عمر عبد الله السيل الكبير من الاعلانات حول المراكز والمستشفيات التي تبيع ما يسميه "الوهم"، ويعتقد بأن بعض مراكز التجميل تجاوزت هدفها الرئيسي في كونها مراكز لعلاج التشوهات العضوية ودخلت مرحلة خطرة بعد أن تحولت إلى مراكز تجارية لبيع الوهم والنصب عن طريق الترويج لأساليب ومواد سحرية تقضى على التشوهات و تمتص الدهون بوقت قياسي، كما يؤخذ على بعض الاطباء ومراكز التجميل ترويجهم لنمط من الجمال دون النظر إلى الآثار الجانبية والأضرار التي تسببها هذه العمليات.
عمليات تجميل لـ "اصطياد العرسان"!
وأما عن أسباب تهافت الفتيات على عمليات التجميل، فتؤكد سمر (24 سنة) لـ "بزنس 2 بزنس سورية" أنها أجرت عملية تجميل لأنفها بسبب البروز العظمي الكبير فيه، والذي سبب لها قلة ثقة بالنفس، بالإضافة لرغبتها في "ملء عين زوجها" كي لا يلتفت لغيرها!
أما نور (30 سنة) فتعترف أنها أجرت عملية حقن خدود ونفخ شفاه أملاً بـ "اصطياد" عريس، حسب تعبيرها، وذلك مع طلبات الخاطبين "التعجيزية"، حيث أكدت أن آخر خاطب تقدم لها أخبرها أنه يرغب بالزواج من فتاة تشبه الفنانة اللبنانية مايا دياب، ما دفع نور لإجراء عمليات تجميل محاولة التشبه بالفنانة.
فيما أشارت ماريا في حديثها لـ "بزنس 2 بزنس" إلى أنها كذبت على معارفها بشأن خضوعها لعملية تجميل الأنف، حيث أخبرتهم أنها خضعت لعملية تصحيح انحراف الوتيرة فقط، فهي باتت مؤخراً تخجل من شكلها وتشعر بـ "عقدة نقص" بسبب ما تراه على شاشات التلفاز من معايير معينة للجمال.
الجدير بالذكر أن عمليات التجميل لم تعد حكراً على النساء، فقد دخل الشباب والرجال على الخط في مواضيع التجميل كحالات زرع الشعر وتجميل الأنف والحواجب وتجميل الفكين، والبحث عن الطلة البهية، بل واصطياد "عروس الأحلام"!