أفضت نتائج التحليل الأولي للبيانات المالية النصف سنوية للمصارف الخاصة العاملة في السوق السورية (يبلغ عددها 14 مصرفاً منها ثلاثة مصارف إسلامية) إلى القول إن الربع الثاني (نيسان- أيار- حزيران) من العام الجاري 2012 كان الأسوأ على صعيد معظم مؤشرات الأداء والتقييم للقطاع.
ولو بدأنا بأكثر مؤشرات الأداء والتقييم والمقارنة أهمية وهي مؤشر الموجودات (وتسمى الأصول) لوجدنا أن خسارة موجودات القطاع قد فقدت نحو 12.6 مليار ليرة سورية خلال الأشهر الثلاثة المنتهية بـ30 حزيران الماضي.
ووفقاً للتحليل الأولي للنتائج المالية المفصح عنها مؤخراً (منشورة على موقع هيئة الأوراق والأسواق المالية السورية) والذي تجريه الوطن عبر متخصصين بشكل دوري، فقد بلغت خسارة موجودات المصارف التقليدية (11 مصرفاً) نحو 13.5 مليار ليرة سورية، إلا أن السبب في تقليص خسارة موجودات القطاع ككل يعود إلى تحسن موجودات المصارف الإسلامية (ثلاثة مصارف إسلامية هي بنك سورية الدولي الإسلامي وبنك البركة وبنك الشام)، حيث زادت موجوداتها خلال الربع الثاني 2012 بنحو 935.9 مليون ليرة سورية.
وبالنسبة المئوية يمكننا القول إن موجودات القطاع المصرفي خلال الربع الثاني 2012 قد تراجعت بحدود 1.97%، وهي نسبة محدودة نوعاً ما، ويمكن القول بأن التراجع كان معقولاً جداً في ظل الظروف والأجواء الاستثنائية التي كانت تعمل فيها المصارف الخاصة في السوق السورية.
أما على أساس نصف سنوي فالمعادلة مختلفة كلياً، حيث تكشف نتائج التحليل الأولي أن موجودات القطاع قد حقق تقدماً بنسبة قاربت 11.6%، وهذا يعني أن موجودات القطاع ككل قد زادت بنحو 65.14 مليار ليرة سورية خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري (من 31 كانون الأول 2011 وحتى 30 حزيران 2012)، وكان من الممكن أن تكون الزيادة أكبر لولا الأداء الضعيف نسبياً للربع الثاني من العام الجاري.
وكشفت نتائج التحليل أن موجودات القطاع قد تلقت دعمها الرئيسي من المصارف الإسلامية، فبينما زادت موجودات المصارف التقليدية نحو 10 مليارات ليرة، اكتسبت موجودات المصارف الإسلامية أكثر من 55.1 مليار ليرة.
ومن المفيد ذكره أن إجمالي موجودات القطاع في نهاية حزيران الماضي قد تجاوزت 627.2 مليار ليرة سورية (154.5 مليار موجودات الإسلامية و472.7 مليارات موجودات التقليدية) على حين تجاوزت 639.8 ملياراً في نهاية آذار الماضي و562 ملياراً في نهاية العام الماضي 2011.
وهكذا نجد أن موجودات قطاع الصيرفة الإسلامية تحظى بأكثر من 24.6% من موجودات القطاع المصرفي الخاص ككل في نهاية حزيران الماضي، على حين كانت تحظى بـ24% في نهاية آذار، على حين كان لها 17.7% في نهاية العام الماضي، وهذا دليل على التطور السريع في موجودات المصارف الإسلامية وتفوقها على مثيلاتها التقليدية نوعاً ما، أي من حيث كم الموجودات، لكن الأمر الدقيق مرتهن بنوعية هذه الموجودات، وهذا موضوع تفصيلي ودقيق سنعالجه في مقالات أخرى.
وذلك يعود إلى الاتفاق الواسع في أدبيات التحليل والتقييم المالي إلى أن الموجودات تعد المقياس الحقيقي لتقييم وقياس مدى حجم المصرف والقاعدة التي يستند إليها، لأنها تمثل مجموع النقد والأرصدة وما في حكمها، إضافة إلى الاستثمارات المتنوعة والقروض والسلف الممنوحة.
وانطلاقاً من ذلك يمكننا الاعتماد على قيم الموجودات لترتيب المصارف السورية بكبر حجمها، ونجد أن بنك سورية الدولي الإسلامي يحافظ على المرتبة الأولى بأكثر من 103.27 مليارات ليرة لموجوداته في نهاية حزيران 2012.
وفي المرتبة الثانية يأتي بنك بيمو السعودي الفرنسي بـ83.43 مليار ليرة، عقبه بنك سورية والمهجر بأكثر من 63.1 مليار ليرة، وفي المرتبة الرابعة يأتي المصرف الدولي للتجارة والتمويل بأكثر من 60.4 مليار ليرة ثم يأتي بنك عودة بأكثر من 56.8 مليار ليرة.
ويأتي في آخر الترتيب بنك الشرق بموجودات تجاوزت 13.7 مليار ليرة، قبله بنك الأردن بأكثر من 18.2 مليار ليرة.