أوضح أ.د سليمان مهنا (كلية الهندسة المعمارية- جامعة دمشق) إن محافظة دمشق قد وقّعت عقداً مع الشركة العامة للدراسات وأنه تم حينها تقديم الاقتراحات وسيناريوهات التوسع المستقبلي لوضع مصور جديد عام لدمشق، إلا أن ذلك المخطط لم يصدق حينها لعدة أسباب من وجهة نظره، إذ لم يتم إنجاز وتطبيق كامل مخطط إيكوشار وتراوحت نسبة الإنجاز بحدود (60%) فقط.
وأيضاً بسبب الإشغالات المختلفة للمناطق التي لحظها المخطط الجديد، ومتابعة تنفيذ مخطط إيكوشار وتطوير أو تعديل الصفات التخطيطية لبعض الزونات التخطيطية في مخطط إيكوشار بقرارات من المحافظة، بالإضافة إلى تداخل بعض المناطق التنظيمية مع ريف المدينة، يضاف إلى ذلك المعطيات القانونية والتشريعية وكذلك عدم دعم المؤسسات التخطيطية بالخبرات وخصوصاً المحلية منها وتشجيع البحث العلمي للجامعات وأهمية مساهمتها.
ويوضح المهنا أنه ما لا شك فيه أن المخططات التنظيمية كانت متأخرة، وخصوصاً عدم احترام عامل الزمن لإنجاز هذه المخططات، وانعدام آليات المتابعة وإيجاد التوجهات الحديثة في المدن، وخصوصاً العوامل البيئية والانسانية والاجتماعية والتقنيات الحديثة ومعايير الاستدامة والمدن الذكية، أما بالنسبة لظهور العشوائيات فتعددت أسبابها منها الهجرة من الريف إلى المدينة، وغياب التخطيط الإقليمي والتنموي، ومما لا شك فيه التأخير في إنجاز المخططات التنظيمية الهيكلية، والبنى التحتية كالطرقات والمحاور التنموية، وانعكاس بعض التشريعات العمرانية وتأخر تطبيقها.
يقول المهنا: «إن الحفاظ على المساحات الخضراء والتنوع الحيوي وخصوصاً الغوطة، والاهتمام بتلك المساحات هو أمر حيوي، وكما أن انتشار المخالفات على الأراضي الزراعية شكّل خطأ كبيراً نتيجة رخص الأراضي وعدم تطبيق القوانين، ولا بد من الإشارة بشكل عام إلى أخطاء السياسات التنظيمية في الريف واستهلاك الموارد وتدمير المناطق الزراعية، وعدم الوعي لأهمية التخطيط البيئي والحفاظ على الأراضي الزراعية كوننا بلدا زراعيا بامتياز». وعلى سبيل المثال، لقد تم لحظ منطقة زراعات محلية في مخطط دمشق عام 1968 خاصة بالزراعات المروية، لتزود المدينة بمشتقات الخضار والفاكهة وهي مناطق كانت تروى من مياه نهر بردى وحالياً أصبحت تلك المناطق مناطق سكن عشوائي.
يشار إلى أن « ميشيل إيكوشار» كان وسيبقى أشهر اسم يتداوله المهندسون المعماريون السوريون، وهو المهندس الفرنسي الذي وضع المخطط التنظيمي الأول لمدينة دمشق أثناء فترة الاحتلال الفرنسي عام 1936، ثم كلف «إيكوشار» بالتعاون مع المهندس «بانشويا» الياباني لوضع مخطط تنظيمي جديد للعاصمة خلال فترة امتدت ما يقرب أربع سنوات 1964-1968