أكد الاقتصادي الدكتور عمار اليوسف أن الدعم المقدم من قبل الحكومة اسمي وليس حقيقيا، لافتاً إلى أن الحكومة تواجه مشكلة في المحافظة على حاضنتها الاجتماعية، حيث تُظهر عجزا كاملا في دعم العائلات الفقيرة أو شبه المعدمة، مشيراً إلى أن الدعم الذي تدّعي الحكومة تقديمه عبر تصريحاتها مقارنةً مع مستوى الدخل يعد تحت الصفر بعشرين درجة ضمن المعايير العالمية، فالموظف في الدولة لا يتقاضى 10% مقارنةً من دخل الموظف في الدول المجاورة.
الخطوط الحمراء… تلك العبارة التي طالما سمعنا بها كثيراً عبر تصريحات الوزراء وخاصة عندما كانوا يقدمون الوعود بعدم رفع الدعم عن السلع الغذائية والمحروقات والطاقة والتعليم والصحة وغيرها، كانت تنتهي دائماً إلى مجرد وعود فقط.
هذا ما أكّده وزير المالية مأمون حمدان في إحدى تصريحاتها لمتعلقة بكلفة دعم الخبز والكهرباء والمشتقات النفطية، ليستدرك «حمدان» بالقول: ذلك لا يعني أن هذا المبلغ يمثل كل الدعم الذي تقدّمه الحكومة يومياً، وإنما يخص هذا الدعم 3 قطاعات فقط.
وأضاف اليوسف بحسب ما نشرته صحيفة"الأيام": من المتعارف عليه في سورية أن الخبز هو المادة الأساسية لتغذية الفقير قبل الغني، ولكن نلاحظ أنه في جميع التصريحات الرنانة للحكومة تبدأ بـ «تمنين» الشعب أن تكلفة ربطة الخبز تصل إلى 200 ليرة سورية وهي تباع بمبلغ 50 ليرة، وكأنها تريد إيصال رسالة للمواطنين «نحنا عم ندفع وندعمك لهيك لازم نرفع السعر»، علماً أن سعر ربطة الخبز كانت 15 ليرة سورية وكانت الحكومة تقول بأنه خط أحمر، إلا أن هذا الخط الأحمر تم تجاوزه وتم رفع سعره بنحو 70%، في خطوة غير مسبوقة بهدف الحد من كلفة الدعم الذي يثقل كاهِل الدولة في ظل الأزمة الاقتصادية القائمة.
وبحسب اليوسف وفقا لما نشرته صحيفة " الأيام" فإن المشكلة لا تكمن في بنود الموازنة وأرقامها وحجم المبالغ والاعتمادات المرصودة لها، وإنما في التطبيق والتنفيذ والمتابعة والإنجاز على أرض الواقع، وفي السياسات الاقتصادية.