الحلول الجزئية لم تعد تفيد الصناعة السورية برمتها، انطلاقاً من كونها لا تعدو «ترقيعا» لواقع يحتاج إلى حل جذري بالكامل، سياسة التسعير الإداري المتبعة لبيع الأقطان المحلوجة لشركات الغزل فاشلة، فنجد أن سعر القطن عالميا يعادل 625 ليرة، بينما مؤسسة الأقطان تسوق القطن المحلوج لشركات الغزل بـ 860، (أي أعلى من السوق العالمي بـ 235 ليرة)، فمشكلات القطاع النسيجي لا تحصى، بدايةً من إيجاد حلول لتصريف المخزون، مروراً بإعادة تأهيل الماكينات أو توفير قطع الغيار في ظل العقوبات الاقتصادية، لنقف أمام أكثر من سؤال: ماهي الحلول لإعادة جودة منتجات الشركات النسيجية كما كانت سابقاً، إضافةً لإعادة تدوير الخيوط المخزنة في المستودعات، وما هي الإجراءات التي ترفع من جودة الخيط السوري وما هي العقبات التي تقف في وجه تصديره للأسواق المجاورة والعالمية؟
حيث أوضح " محمد فراس تقي الدين" رئيس القطاع النسيجي في " إتحاد المصدرين السوري" إلى وجود مشكلات عديدة تواجه الصناعيين في القطاع النسيجي، بداية من ارتفاع تكاليف إنتاج الخيط ونوعياته، الأمر الذي يقف عائقاً في وجه المنافسة والتصدير، مؤكداً أن الحكومة حلّت هذه المعضلات عن طريق وجود نوعين من الخيوط أولها الخيط (المُسرَّح) المستعمل للنوعيات الشعبية والمتوسطة، والذي أصبح سعره منافساً من خلال تخفيض سعره على مرحلتين متتاليتين وبات يوازي في سعره نظيره في الأسواق العالمية، أما النوع الثاني الخيط (المُمَشّط) وجودته ليست جيدة الآن بسبب ظروف الحرب، والمحالج التي تشكل عنق الزجاجة في هذه المشكلة، حيث تم الانتهاء من المشكلة وذلك بسماح استيراد خيط (كومباكت) متعدد المنشأ.
ويتابع تقي الدين أنه لا يحق لأي صناعي الحديث عن سعر الخيط (المُسَرَح) بأنه غير مناسب للظروف الراهنة، المشكلة اليوم أننا نعاني من جودة منخفضة في نوعية الخيوط الموجودة في المؤسسات الحكومية، وذلك بسبب ظروف المحالج، فسمحت الحكومة بناء على ذلك باستيراد الخيوط بناءً على مطالبنا، منوهاً أن مشكلة التصدير ليس لها علاقة بالخيط، وعملت الحكومة على حل الخلاف، الآن باتت المشكلة في المصابغ من حيث أسعارها المرتفعة والنوعيات الرديئة التي لا تستطيع المنافسة.
ويؤكد رئيس القطاع النسيجي بحسب ما نشرته صحيفة " الآيام" أن الدعم الحكومي موجود للصناعيين، لكن نقطة الاختناق تكمن في تسلسل عملية الإنتاج، كان يوجد في سورية بين 300 إلى 400 مصبغة، الباقي منها على قيد العمل 4 في دمشق والعديد القليل في حلب ما يسبب حالة اختناق.