أعلن عضو مجلس الشعب محمد خير العكام أنه تم فرض غرامات مالية بحق من يمتهن التسول في مشروع القانون الذي يناقش حالياً في اللجنة الدستورية والتشريعية في مجلس الشعب من دون أن يحدد قيمتها باعتبار أن العقوبة من جنس العمل، موضحاً أن الذين يمتهنون التسول هدفهم جمع أكبر قدر ممكن من المال.
و كشف العكام للوطن أنه تم رفع العقوبة لمن يشغل الأطفال في التسول من سنة إلى ثلاث سنوات سجن في حين عقوبة من يمتهن التسول تراوحت ما بين شهرين إلى سنة بحسب كل حالة بعدما كانت العقوبة الحالية تنص على شهر فقط، موضحاً أن العقوبة تفرض بحسب الحالة التي يضبط بها المتسول.
وأكد العكام أن هذه الظاهرة كثرت في ظل الحرب التي تتعرض لها البلاد وأصبحت واضحة للعيان أكثر ما كانت عليه سابقاً لذلك جاء هذا التعديل في بعض مواد قانون العقوبات.
ورأى العكام أن التسول ظاهرة قانونية واجتماعية فهناك من هو بحاجة إلى العمل ويتسول في حين هناك آخرون لا يفعلون ذلك وبالتالي فإن الوزارة ترعى مصالح من هو بحاجة إلى العمل إضافة إلى وجود جمعيات رديفة.
وأضاف العكام: من الممكن أن يكون دور الوزارة أو الجمعيات ليس على المستوى المطلوب وبالتالي يجب تفعيلها لأن واجب الدولة رعاية الأسرة والطفل كما نص عليه الدستور، مشيراً إلى أن الوزارة أحياناً تؤدي واجبها إلى جانب وزارة الداخلية إلا أن المتسول من الممكن أن يرجع للتسول من جديد لذلك وجدوا أن العقوبات يبدو غير رادعة لذلك تم تشديدها ووضع غرامات مالية.
وأشار العكام إلى أنه في هذه الأزمة تم استغلال الأطفال للتسول وخصوصاً الذين فقدوا أسرتهم نتيجة الحرب على سورية، لافتا إلى أن الطفل يطبق بحقه قانون الأحداث وليس عقوبة مانعة للحرية.
وأوضح العكام أن الطفل ما دون العاشرة لا تفرض عليه أي عقوبة في حين من هذا السن وحتى الثامنة عشرة يوضع في مأوى إصلاحي لتعليمه مهنة أو غير ذلك فلا ينظر للطفل على أنه مجرم.
ولفت العكام إلى أن وزارة العدل كل فترة تقدم مشروعاً لتشديد العقوبة على فعل من الأفعال المنصوص عليها في قانون العقوبات وهذا يعني أن هذا القانون بحاجة إلى إعادة نظر، مضيفاً: حتى أن الوزارة يجب أن تدخل كل العقوبات الخاصة ضمن قانون العقوبات العام بدل أن تعدل مادة أو أكثر كل فترة.