بينت إحصائيات رسمية أن الأتراك استفادوا بشكل كبير من العالقات الاقتصادية المتميزة مع سوريا خلال السبع سنوات الماضية، خاصةً مع ازدياد الشركات السورية العاملة في تركيا ازدادت بنسبة 218% خلال العام 2012 إذا ما تم مقارنتها بالعوام السابقة.
وأبرز الأسباب التي ساعدت تركيا على استقطاب هذه الاستثمارات هو ما قدمته الحكومة التركية من تسهيلات لرجال الأعمال السوريين من حيث الإجراءات وتأمين العقارات اللازمة للشركات، إضافة إلى الشراكات والتعاون الاقتصادي النشط بين رجال الأعمال الأتراك والسوريين، حيث بلغ مجموع استثمارات الشركات السورية في تركيا في العام 2012 مليون و70 ألف دولار.
وكانت وكالة أنباء الأناضول أشارت وفي إحصائياتها إلى أن مجال الخدمات الاستشارية نال الاهتمام الأكبر للسوريين في تركيا، فقد أنشئت 14 شركة استشارية، و11 شركة سياحية، و10 شركات اتصالات، و6 مصانع للنسيج، و6 للمنتجات الغذائية والزراعية، و5 شركات للإنشاءات، وشركات في مجالات التعدين والآلات والحديد والصلب والمجالات الصحية والتربوية.
فقدت السوق السورية
لكن بنفس الوقت فقد خسرت تركيا الشريك التجاري التقليدي لسوريا بعد الأحداث الجارية في سوريا وفرض عقوبات اقتصادية عليها، والقرار الذي اتخذته الحكومة التركية بقطع العلاقات التجارية مع سوريا أدى إلى انخفاض الحركة التجارية بين البلدين بنحو 80%.
وأولى الآثار التي ظهرت نتيجة فرض عقوبات اقتصادية على سوريا هو تراجع عدد المركبات التي تدخل سوريا من تركيا بنحو 60%، وأدى ذلك إلى زيادة الرسوم الجمركية.
وبعد توتر العلاقات مع الجانب التركي تم رفع رسوم دخول الشاحنات إلى سوريا لتصل إلى 2500 دولار بعد أن كانت 300 دولار تقريباً.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أصدر في تشرين الثاني قراراً بفرض عقوبات اقتصادية على سوريا، تمثلت تجميد أصول للحكومة ومنع دخول مسؤولين كبار وتعليق تعاملات مالية، وردت حينها الحكومة السورية بفرض تعريفة جمركية نسبتها 30%.
وكانت عدة اتفاقيات تجارية بين سوريا وتركيا ألغيت بعد الأزمة السياسية التي نشأت بين البلدين على خلفية الأحداث التي تشهدها سورية.
كما انخفضت الصادرات التركية لسوريا بنحو 30%، إضافةً إلى تضرر الصادرات التركية إلى الدول العربية عن طريقها بسبب الأوضاع التي تمر بها سوريا.
هذا وتسببت الأحداث الجارية في سوريا أدت إلى توقف 350 شركة تركية عاملة في سوريا، إضافةً مغادرة 200 رجل أعمال تركي من سوريا إلى تركيا.