خاص B2B-SY | طلال ماضي
يقطع أبو علي الرجل الستيني لعبة المنقلة مع صديقه المتقاعد من الجيش السوري، ويتابعان بشغف خبر رئيس الحكومة، وهو يتحدث عن منح مهلة حتى آخر هذا العام، لدراسة مناطق السكن العشوائية، وتحويلها الى مناطق تطوير عقارية .
أبو علي صاحب دكانة صغيرة في منطقة المزه 86 خزان يروي لموقع بزنس 2 بزنس سيرة نصف قرن من الزمن فترة تواجده في منطقة المزة ويقول.."أنا موجود في هذه المنطقة منذ سبعينيات القرن الماضي، كانت هذه المنطقة عسكرية، ومنذ ان سمح لنا بالبناء قمنا بانشاء بيوتنا دون اساس سليم، او تنظيم، وملكية بيوتنا عبارة عن فاتورة مياه وعداد كهرباء.
شريك أبو علي في لعبة المنقلة المتقاعد ابو محمد، يلف سيجارته من الدخان العربي ويديه ترتجفان من تقدم العمر يقول .. "ياعين عمك الذي يحدث في المزه من ارتفاع اسعار العقارات والايجارات لم تشهده سورية في اي منطقة .. فتصور ان غرفة مساحتها تسعة امتار اجارها 50 الف ليرة سورية وأجار البيوت محكوم بوضع الزبون وحاجته، وتتحكم فيه المكاتب العقارية،وهناك الكثير من البيوت مؤجرة بأكثر من مئة الف ليرة قبل الازمة كان آجارها 8 الاف ليرة" ،داعيا الى اتخاذ قرار استثنائي، يحدد مصير المزه ،وينصف الاهالي ،ويطور المنطقة .
في المزه عشرات العائلات أجبرت على اخلاء منازلها، بسبب التصدعات والانهيارات التي احدثت في التربة، وفجأة اصبحت بلا مأوى، وينتظر الاهالي قرارا ، بصارح الاهالي بماذا تفكر محافظة دمشق وتخطط للمزه 86 .
ويقول أحد المهجرين من بيته ابو ابراهيم .. قبل عام اشتريت منزلا في البناء المنهار بالقرب من مطعم الزين ، بعشرة ملايين ليرة ،واليوم اصبحت مع عائلتي في الشارع، راجعت المحافظة من دون جدوى، لا يسمحوا لي باعادة البناء ،او التصرف بالارض، ولم يقدموا لي اي تعويض أو حتى رؤيتهم لحل مشكلتنا .
في أحد المكاتب العقارية يستقبلك أبو سعيد بنظرته التي يعتبرها لا تخيب، لتقييم وضع الزبون المادي، وفي سؤاله الأول كم مصرياتك وكم قدرتك على الدفع ومن ضمن الاجراءات الغريبة والخارجة عن القانون يوقع المستأجر على سندات أمانة فارغة كضمانة حتى يتم تثبيت عقد الاجار، ويأخذ حصته من السمسرة التي لا تخضع الى أي قانون او مراقبة أو ضريبة.
اصحاب المكاتب بحسب المستأجر غدير يبيعون الزبون بسعر ويحاسبون المالك بسعر مختلف، ويقولون للبائع "نحن نقدر على بيع بيتك بسعر مرتفع لكن نريد عمولة مرتفعة ، متسائلا لماذا هذه المكاتب خارج الرقابة والقانون.
ابو حسن الحلاق يبحث عن بيت للأجار كون المالك طلب رفع أجرة بيته من 50 الى 75 الف ليرة ، يقول ابحث من مكان الى آخر شاهدت بعض المنازل غير صالحة للسكن البشري، لا ترى الشمس ولا حتى الضوء واصحابها تطلب 75 الف ليرة اجارها، أنتظر حتى نهاية العام الدراسي يمكن ان يحدث بعض الشواغر، في حال فكر اهلنا المهجرين من دير الزور العودة الى بلدهم .
ام خالد مهجرة من دير الزور مع بناتها تقول لبزنس 2 بزنس .. "جئنا من الدير لا نحمل سوى اغراضنا الشخصية، استاجرت بيت متواضع ب75 الف ليرة وننتظر نهاية العام الدراسي للعودة الى بلدنا.
المزه 86 الموقع الاجمل، والمطل على ارقى احياء دمشق، حولته العشوائيات الى مكان مخنوق، يسكنه اكثر من مليوني شخص، ويعاني من شح الخدمات، يبحث عن استثناء حكومي، يحدد مصيره ،وينصف الاهالي، ويطور المنطقة، فهل ستفعلها الحكومة ؟ أم تزيد من وعودها وعودا ؟