على الرغم من إنشاء هيئة حكومية سورية تعرف باسم "الهيئة العامة للأسماك" منذ أكثر من 45 عاما ،وشاطىء البحر يمتد على طول 180 كم ،وانتشار الاستزراع المائي للاسماك ،مازال السمك البحري وجبة مخصصة للاغنياء ،واللقمة الطيبة من السمك بألف ليرة سورية .
ومع ساعات الصباح الأولى تصطف في سوق السمك أنواعا متعددة بأحجام وأنواع وأشكال وألوان مختلفة، وبأسعار تكاد لا تصدق ،وخاصة خلال هذه الفترة من العام التي تعتبر موسم الاسماك، كون فترة منع الصيد تكون في فصل الربيع، بسبب وضع الاسماك بيوضها ،وتوقف خط التهريب كما روى عدد من الصيادين في شاطىء المنطار بطرطوس، فضلوا عدم الكشف عن هويتهم لموقع بزنس 2 بزنس وقالوا: "بعض بائعي الاسماك يقومون بتهريبها وتباع على انها طازجة".
ويختلف اسعار واصناف الاسماك من تاجر الى اخر حيث يوجد حوالي 25 صنفا من الاسماك الطازجة في لائحة أسعار مزاد السمك العلني في مسامك سوق الهال بطرطوس ،وحوالي عشرة اصناف من الاسماك المجمدة، وبعض اصناف ثمار البحار التي تعتبر الاغلى سعرا، ويصل كيلو السمك منها الى أكثر من 20 الف ليرة .
موقع بزنس 2 بزنس رصد بعض اسعار الاسماك التي تختلف بين منطقة واخرى، وبين سوق الهال ومسمكة ضمن المدينة ،وبين محافظة وأخرى ،حيث سجل اسعار السمك ضمن البازار نوع اللقس 9000 ليرة، والبوري 3000 ليرة ،والفريدي 4000 ليرة ،والقجاج 4000 ليرة ،و المنوري 3500، والبلميدا 2000 ليرة .
ومع أن الاستزراع المائي قد تطور في سورية فلم يتم اتخاذ خطوات جادة بشأن استزراع الأسماك البحرية، وما زال السمك يعتبر وجبة مخصصة للأغنياء ،بالرغم من انتشار العديد من الاصناف المثلجة مجهولة المصدر تباع في الاسواق وعلى البسطات، ومن خلال السيارات الجوالة من دون رقيب او حسيب على جودتها أو اسعارها، والدليل على ذلك حالات التسمم التي تعرض لها العشرات من اهالي محافظة اللاذقية مع بداية الشهر الجاري، نتيجة تناول أسماك مجهولة المصدر .
ويرجع العديد من الصيادين اسباب ارتفاع اسعار السمك كون الاسماك تهرب الى دول الجوار ،واستخدام صيادي الظلام "الديناميت" في الصيد ما يؤدي الى قتل عدد كبير من الاسماك بفترة وضع البيض، وقلة عدد الأسماك ،والجهد الكبير التي تحتاجه في الصيد ،وارتباط هذه المهنة بما قسمه لهم البحر.
وتعد لحوم الأسماك من أفضل اللحوم البيضاء، لكونها غنية بالبروتين والطاقة والفيتامينات والأملاح وأحماض أمينية غير موجودة باللحوم الحمراء، ومع ذلك مازا ولت حصة المواطن السوري من هذا الغذاء أقل من ربع الكمية التي ينصح باستدامها في العام ،والكثير منهم لا يحصل على وجبة السمك خلال عام كامل، فهل سيتطور الاستزراع ويكفي حاجة السوق، أم يبقى الفقراء عينهم على علب السردين الذي ارتفع سعرها مؤخرا 50 ليرة .