يؤدي التغير المناخي حاليا إلى تباطؤ الانتاج الاقتصادي العالمي بنسبة 1,6%، وهو من شأنه أن يؤدي أيضا إلى تضاعف الأسعار العالمية في غضون السنوات العشرين المقبلة، على ما جاء في تقرير صدر في الولايات المتحدة.
ويقدم هذا التقرير، الذي أعدته منظمة "دي إيه آر إيه" بالتعاون مع منتدى "كلايمت فالنربل فوروم" الذي يضم 20 بلدا وهو قد أسس في العام 2009، صورة قاتمة عن التداعيات الاقتصادية للتغير المناخي.
ولفت هذا التقرير إلى "آفة لا مثيل لها تلقي بظلالها على المجتمع والتنمية الاقتصادية الحالية من شأنها أن تؤدي إلى تباطؤ النمو، وفقا لمعطيات سابقة محدثة ومراجعة عن الخسائر الناجمة عن التغير المناخي".
وشدد المستند على أن التطرق إلى أسباب التغير المناخي يعود "بمنافع اقتصادية كبيرة على الكوكب برمته، أكان على صعيد الاقتصادات الكبيرة أم على صعيد البلدان الفقيرة".
وقدمت هذه الدراسة أيضا تقديرات تفيد بأن البلدان التي تنبعث عنها أكبر نسب من الكربون تتسبب بخمسة ملايين حالة وفاة في السنة ناجمة بغالبيتها عن تلوث الهواء.
وأكد التقرير أن "فشل الاجراءات المتخذة ضد التغير المناخي يكلف الاقتصاد العالمي 1,6% من إجمالي الناتج المحلي، أي 1200 مليار دولار في سنوات اليسر".
وذكر أيضا أن "درجات الحرارة التي ترتفع بسرعة والتلوث الناجم عن الكربون سيؤديان إلى تضاعف الأسعار العالمية لتساوي 3,2% من إجمالي الناتج المحلي العالمي بحلول العام 2030".
ولا شك في أن البلدان الاكثر فقرا هي التي ستكون الأكثر تأثرا بهذه التداعيات الاقتصادية، غير ان هذه الخسائر ستنسحب أيضا على الاقتصادات الكبيرة.
وكشف القيمون على هذه الدراسة أن "الصين ستمنى بأكبر نسبة من الخسائر التي ستتخطى 1200 مليار دولار، وذلك في أقل من 20 عاما".
وأكدت مديرة المنتدى شيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلادش أن هذه التداعيات سيكون لها آثار كارثية على بلادها.
وهي شرحت أن "زيادة بمعدل درجة مئوية واحدة في الحرارة تؤدي إلى خسارة بنسبة 10% في الانتاجية الزراعية ... أي أن ذلك يعني بالنسبة إلينا خسارة أكثر من أربعة ملايين طن من الحبوب، ما يوازي 2,5 مليار دولار ... وبعد إضافة الأضرار الأخرى، ترتفع الخسائر لتتراوح ما بين 3 و4% من إجمالي ناتجنا المحلي".
واعتبر جيريمي هوبز المدير التنفيذي لمنظمة "أوكسفام" الدولية أن هذا التقرير "يذكر مرة أخرى بأن الجوع والفقر هما من أسوأ تداعيات التغير المناخي".
وختم قائلا إن "الكلفة الاقتصادية والاجتماعية للتقاعس السياسي في مكافحة التغير المناخي هائلة".
المصدر: أ ف ب