اكدت منظمة الاغذية والزراعة (فاو) الثلاثاء تراجع عدد الجياع في العالم باستثناء افريقيا حيث شهد ارتفاعا بارزا ليطال قرابة 870 مليون شخص، وهو عدد اعتبره مدير عام المنظمة جوزيه غرازيانو دا سيلفا "مفرطا في ارتفاعه"، مشيرا الى تباطؤ التراجع الاجمالي في السنوات الاخيرة.
واشار التقرير الاخير للفاو حول وضع الامن الغذائي العالمي عام 2012 الذي تم عرضه في مقرها في روما الى بلوغ عدد الافراد الذين يعانون من "جوع مزمن" 868 مليون شخص بين 2010 و2012.
وصرح دا سيلفا امام الصحافة ان "التقرير يقدم معلومات جيدة بالطبع. تم احراز انجازات لمكافحة الجوع لكن الرقم يبقى مفرط الارتفاع".
وتابع ان الارض تحوي "ما يكفي من الاغذية لاطعام الجميع. ما زال ممكنا تحقيق هدف الالفية (تقليص عدد الجياع الى النصف مع حلول 2015) لكن الرقم الوحيد المقبول هو صفر وسنحققه".
واعتبر لوكا شينوتي من منظمة اوكسفام التي تندد "بجمود الحكومات" ان عدد الجياع الذي "يفوق عدد سكان الولايات المتحدة واوروبا وكندا هو الفضيحة الاكبر في حقبتنا".
وسجلت ارقام الفاو عام 2010 وجود 925 مليون شخص يعانون من الجوع، وكانت اعلنت في العام السابق تجاوز عددهم المليار.
ويؤكد التقرير انه "قبل مرحلة 2007-2008 على الاخص تم تحقيق الانجازات حول العالم على مستوى تقليص الجوع" لكنها شهدت لاحقا "تباطؤا" بحسب التقرير.
وتكثر اسباب تباطؤ التحسن واهمها "الازمة الاقتصادية العالمية وارتفاع اسعار المواد الغذائية وازدياد الطلب على الوقود الحيوي والمضاربات على المواد الغذائية الاولية وحتى التغيرات المناخية"، على ما اوضح مساعد المدير العام للفاو جومو سوندارام.
واشار التقرير الاخير الى انه من بين 868 مليون جائع يقيم 852 مليونا في دول نامية حيث يمثلون 14,9% من السكان فيما يقيم 16 مليونا في دول متطورة.
واغلبية الجياع تقيم في ثلاث مناطق هي جنوب آسيا (304 ملايين) وافريقيا وراء الصحراء (234 مليونا) وشرق آسيا (167 مليونا) أي 705 ملايين بالاجمال.
واشارت الفاو الى ان تطور هذا الملف في السنوات العشرين الاخيرة مرض على مستوى العالم الى حد ما لكنه يخبئ في ثناياه فروقات بين المناطق حيث "يبقى التفاوت بين المناطق والدول المختلفة كبيرة" بحسب الفاو.
بالتالي مع تراجع الجوع في شرق اسيا حيث بلغ 167 ملايين في 2010-2012 مقابل 261 مليونا قبل 20 عاما (1990-1992) فانه ارتفع في الفترة نفسها في افريقيا وراء الصحراء من 170 مليونا الى 234 مليون ضحية.
واكد سوندارام ان "الوضع في افريقيا وراء الصحراء على الاخص يشكل مبعث قلق كبير".
وقال دا سيلفا "اننا نخسر المعركة في افريقيا وراء الصحراء حيث ارتفع عدد الجياع 64 مليونا اضافيا مقارنة بما كان قبل 20 عاما"، مشددا على "العلاقة بين الجوع وانعدام الامن الغذائي والنزاعات".
وافاد خبير الاحصائيات في الفاو كارلو كافييرو ان الكثير من دول المنطقة "تعتمد على الواردات ولا سيما الارز" ولديها "مشاكل في البنى التحتية لتوزيع الاغذية" الى جانب المشاكل السياسية والنزاعات الداخلية.
وتستند الارقام المنشورة الثلاثاء الى منهجية جديدة وبيانات احدث واغنى بحسب سوندارام حيث راجعت المنظمة جميع احصاءاتها في السنوات العشرين الاخيرة.
واشار التقرير الى ان عدد الذين طالهم الجوع في 1990-1992 بلغ 980 مليونا.
واكد المسؤول ان تقديرات اعداد الجياع ستتعلق بفترات من ثلاث سنوات نظرا لاعتبارها اكثر مصداقية احصائيا.
وحذرت الفاو من ان "النمو الاقتصادي ضروري لكنه غير كاف لتسريع الحد من الجوع وسوء التغذية".
واضاف التقرير "كي ينعكس النمو الاقتصادي تحسنا في تغذية الاكثر فقرا ينبغي ان يساهم الفقراء في عملية النمو وان يستفيدوا منها".
ويتابع "ان التنمية الزراعية هي اداة فعالية بشكل خاص في مكافحة الجوع وسوء التغذية".
وافاد مدير قسم استراتيجية التنمية في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية كارلوس سيريه ان المطلوب هو "نموذج شامل (للمزارعين) يحترم مفاهيم التنمية المستدامة ما يتطلب الكثير من الاستثمارات في القطاعين العام والخاص".
كما ان "تحسين الامن الغذائي والتغذية لا يقتصر على زيادة كمية للقيمة الطاقوية للغذاء بل تشمل تحسين نوعية الاغذية وتنويع الاغذية"، على ما ختمت المنظمة.
المصدر: أ ف ب