قالت مديرة المراكز الصحية في وزارة الصحة أروى عيسى أن الوزارة تواجه خلال الأزمة الراهنة تحديات وصعوبات كبيرة في مجال الترصد والتقصي الوبائي نتيجة الضغوطات غير المسبوقة التي يتعرض لها العاملون في هذا المجال خلال أداء واجبهم والأضرار التي لحقت بالمؤسسات الصحية والعاملين فيها وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق الأمر الذي تطلب بذل جهود مضاعفة لمنع تفشي وانتشار أي جائحات أو حالات مرضية غير اعتيادية.
وأوضحت عيسى أن هذه التحديات تتعلق بالدرجة الأولى بالموارد البشرية حيث تعاني من تسرب الكوادر الصحية والتوزع غير العادل لها في المحافظات أو في مناطق المحافظة نفسها وعدم قدرتها على الوصول إلى أماكن العمل والتوزع السكاني المضطرب وغياب معلومات دقيقة في المناطق التي تشهد توتراً أو مناطق الإيواء والتنقل السريع للعائلات ما يؤدي إلى ضعف الترصد.
وأضافت عيسى أن المسؤولين عن برامج التقصي يعانون أيضاً من صعوبة الاتصالات في بعض المحافظات وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق لتقصي الأمراض وأخذ عينات والإشراف وصعوبة الامداد من المستوى المركزي إلى المحافظات ومن المحافظات إلى بعض المناطق والمراكز ما يؤدي إلى انقطاع أدوية مثل اللقاحات، وتشير مديرة المراكز إلى ضرورة إعادة توزيع الكادر الطبي والفني والتمريضي حسب الاحتياج ووضع خطة تدريب شاملة والتواصل والتعاون مع المنظمات الدولية والجمعيات الأهلية لإيصال الإمداد للمناطق التي تشهد توترا وتأمين وسيلة نقل لوزارة الصحة ومديرياتها وتوفير وسائل اتصال بديلة وتأمين مولدات كهربائية للحفاظ على سلسلة التبريد للقاحات وزيادة التنسيق بين القطاعات ذات العلاقة بالصحة والبيئة و تسهيل عمليات الشراء في المحافظات أو حتى المناطق وتعدد المستودعات.
بدورها تؤكد مديرة الأمراض السارية والمزمنة كناز شيخ أنه لم يتم تسجيل أي فاشيات أو حالات مرضية غير اعتيادية ضمن نظام الترصد الوبائي في وزارة الصحة حيث يتم الإبلاغ عن بعض الأمراض بشكل فوري وبعضها الآخر بشكل يومي بالرغم من الظروف والضغوطات غير المسبوقة التي يتعرض لها العاملون في مجال الترصد والتقصي الوبائي أثناء أدائهم لواجباتهم وكذلك الأضرار التي لحقت بالمؤسسات الصحية والعاملين فيها.
وبينت شيخ أن وزارة الصحة توافر جميع الاحتياجات الدوائية الخاصة بمعالجة جميع الأمراض السارية عبر مراكزها الصحية التخصصية وعبر مراكزها الصحية في المحافظات كافة وذلك بشكل مجاني، مشيرة لى أن الوزارة أحدثت وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية نظام إنذار مبكر لجمع معلومات عن الأمراض واتخاذ التدابير المناسبة لمنع تفشي الأوبئة إضافة إلى جمع معلومات عن مراكز الإقامة المؤقتة ومراكز التجمعات وخاصة بالوضع الصحي للوافدين من لقاح وتغذية وصحة إنجابية وعلاج، وأنه تم اختيار 104 مراكز صحية موزعة على جميع المحافظات لتقوم بالإبلاغ الأسبوعي عن قائمة محددة من الأمراض تشمل 12 مرضاً سارياً وذلك بهدف التصدي الباكر لها ومعالجتها في حال ظهورها مؤكدة أن نظام الإنذار المبكر لا يلغي العمل بنظام الإبلاغ الروتيني للأمراض السارية والمشمولة بالتلقيح والمعمول به سابقاً.