قال المدير العام للمصرف العقاري عابد فضلية أن الارتفاع الحاصل للدولار هو صورة وهمية لأسعار وهمية يصورها البعض للمجتمع والسوق بغرض خلق سعر مبيع عالي يحقق لهم الارباح الكبيرة، بالتوازي مع سعر شراء منخفض.
وأضاف فضلية أن المصرف أجرى سبراً حقيقياً للسوق ودراسة دقيقة عن هذه الظاهرة من خلال بعض الموجودين في السوق حيث تبين أن الاسعار المرتفعة للدولار إلى ما يفوق 88 ليرة للدولار الواحد لم يكن سعراً حقيقياً، بالنظر إلى أن العمليات لم تشهد صفقات بيع وشراء حقيقية باستثناء العمليات التي أجراها المضاربون أنفسهم بالشراء وفقا لسعر 80 ليرة للدولار والبيع بسعر فوق 85 ليرة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن وجود فارق كبير بين سعر المبيع والشراء يعني حكماً أن سعر البيع خلبي ومختلق، يروج له المضاربون لخلق فجوة بين سعر البيع وسعر الشراء، بحيث يشتري بسعر متدن ويبيع بسعر عالٍ لأجل رفع سعر الصرف وتثبيت هذا السعر في حال أقبل المواطن على الشراء خوفاً من ارتفاعات أخرى فيكون السعر قد ثبت وأصبح حقيقة يباع ويشرى من خلالها وعن طريق المواطن نفسه ومن جيبه.
وبالنسبة لعدم عودة أسعار الدولار إلى مستوياته السابقة بن 69-74 ليرة والفترة التي قد يستغرقها سعر صرف الدولار ليعود لسعره القدم، أوضح فضلية أن مسألة عودة المستويات السابقة والمدة التي تستغرقها هذه العملية تتحدد بحسب تدخل مصرف سوريا المركزي في سوق الصرف من جهة وبحسب الرقابة المنفذة على عمل فعاليات السوق من جهة أخرى.
وحول المبالغ التي تباع بشكل يومي من القطع الاجنبي عن طريق فروع المصرف العقاري بين فضلية أن فروع المصرف العقاري في دمشق تبيع يومياً ما لا يقل عن 400 ألف دولار أميركي تتركز معظمها لتلبية الحاجات الشخصية البالغة 1000 دولار لمرة واحدة في العام والادخار البالغة 5000 دولار ولمرة واحدة في العام كذلك، في حين يندر الطلب عن طريق المصرف العقاري على اليورو، مشيراً إلى أن الاجمالي التقريبي لطلب السوق السوداء في سوريا على الدولار بين 4-5 ملايين دولار يومياً للأغراض غير التجارية في حين يصل الطلب على القطع الاجنبي لتمويل صفقات الاستيراد التي يبرمها القطاع التجاري السوري يومياً إلى 15 مليون دولار ليكون مجموعها يومياً ولمختلف الأغراض لا يقل عن 20 مليون دولار.
وحول طلب ملايين الدولارات من قبل المستوردين عبر السوق السوداء بدلاً من المنافذ الرسمية قال فضلية أن المستورد لا يكون قادراً في جميع الحالات على احضار الوثائق التي تنص عليها القرارات اللازمة لعملية البيع عبر المنافذ الرسمية تبعا للطريقة التي يعتمدها المستورد والتاجر ورجل الاعمال في ابرام صفقاته وتسديد قيمتها.
يشار إلى أن سعر الدولار في السوق السوداء الأسبوع الماضي شهد ارتفاعاً جنونياً وصل خلاله لنحو 92 ليرة سورية للدولار الواحد.