قفز سعر صرف الدولار الأميركي إلى مستوى تراوح بين 87٫5 و 88 ليرة للمبيع و86.5 للشراء في تعاملات السوق السوداء يوم أمس، وذلك رغم تراجع حركة الصرف على نحو ملحوظ، وفقاً لمتعاملين.
وفي المصارف التجاري، الذراع الجديدة للمصرف المركزي في سوق الصرف، فقد حافظ الدولار على مستواه السابق منذ يوم الأربعاء، عند 83.25 للمبيع و82.75 للشراء.
أي إن من يشتري الدولار من التجاري بسعر 83.25 ليرة، ويفكر ببيعه في السوق السوداء بسعر 86.5 ليرة، يحقق ربحاً بحدود 3.25 ليرة سورية، أي كل ألف دولار تعطي مكسباً رأسمالياً (الفرق بين سعر البيع والشراء) 3250 ليرة، والحد الأعلى المسموح به شهرياً وهو 5 آلاف تحقق ربحاً قدره 16250 ليرة، وفقاً للأسعار الحالية، وهذا يتطلب تدوير رأسمال قدره 416250 ليرة، أي إن العائد يبلغ 3.9% شهرياً، فهل يشجع هذا العائد على المضاربة بين التجاري والسوداء، مقارنةً بحجم المخاطر العالية التي تكتنف التداولات؟ الجواب العقلاني، بالتأكيد لا.
ويرى متخصصون أن من دفع تجار السوداء إلى رفع الأسعار، هو التنفيذ غير المتوقع، لسياسة التدخل الجديدة، حيث عمد المركزي إلى رفع سعر التدخل تدريجياً، بدلاً من تخفيضه كما جاء في تصريحات المسؤولين، وهذا ما أعطى انطباعاً بارتفاع أسعار الصرف.
ويضيف متخصصون إن هذا الرفع غير المتوقع في أسعار الصرف قد ينعكس سلباً على الأسواق، فقد يلجأ بعض التجار إلى رفع أسعار موادهم بشكل تقديري، بناء على سياسة التدخل الجديدة في سوق الصرف.
وتصريح سابق قال مدير عام المصرف التجاري أحمد دياب عن أن المبيعات الدولار واليورو محصورة في فرعين اثنين في دمشق، بالتوازي مع فروع معتمدة للتجاري السوري في حماة والسويداء واللاذقية وطرطوس لبيع القطع الأجنبي بسعر السوق، مشيراً إلى أن إجمالي المبيعات البالغ 1.5 مليون دولار هو إجمالي المبيعات في كل سورية، مشيراً إلى أن وسطي المبيعات اليومي في كل سورية سجل معدل 250 ألف دولار، ولكنه ارتفع في يوم الخميس الفائت إلى 500 ألف دولار في يوم واحد، أي بمقدار الضعف.
وعن السعر الرسمي للدولار، فقد حافظت نشرة أسعار الصرف الصادرة صباح أمس عن مصرف سورية المركزي على المستوى السابق نفسه، وذلك منذ يوم السبت عند 71.28 ليرة للمبيع و70.86 للشراء.