غياب الرقابة التموينية الحقيقية عن الأسواق وغياب ضمير معظم التجار والبائعين في الأسواق وعرقلة النقل بين المحافظات بسبب الظروف الراهنة التي أفرزت إشكالية نقص الآليات العاملة على نقل المحاصيل من أسواق المحافظات الأخرى إلى السويداء.
جميع هذه الأسباب مجتمعة تضافرت لتكون المحفز والمسوّغ لجميع الفعاليات في تحليق الأسعار غير المنطقي وليجعل من هذه الأسعار صاعقة تقع على رأس كل مواطن يسعى للحصول على مستلزماته الحياتية وليبقى المواطن من يدفع ضريبة الغلاء كاملة وعندما تدخل إلى الأسواق وتحاول سؤال الناس عن رأيهم بالأسعار تجد الجميع على بركان ينتظر أن يثور أو يثور مؤكدا أن التصريحات الرسمية لم تعد تعنيهم ولائحة أسعار التموين آخر همومهم والأسعار تطير والرواتب تتبخر والتنضير لدى الجهات المسؤولة يعمل على قدم وساق فيقول أبو مازن لماذا يسأل الإعلام عن وقع الأسعار في نفوسنا وقد وصل كيلو الفروج إلى 230 ل. س وغداً ربما تجده بـ240 أما صحن البض فتجاوز الـ300 ل.س ثم تسألوننا عن أسعار الخضار وقد بات صحن الفتوش يحتاج إلى تلك النسبة بعد تحليق الخس ووصوله إلى 60 ل. س للكيلو والبندورة تجاوزت الـ50 ل. س أما الخيار فأصبح 70 ويمكن أن تجده في البقاليات قد وصل إلى 80 وحتى البصل الذي كان مأكول الفقراء أصبح بتلك الحسبة وتتدخل أم أحمد وهي ربة منزل قائلة يا ريت الغلاء فقط بالخضار والفواكه فكل لوازم المنزل من جبنة ولبن وحليب باتت تحتاج إلى حسبة لكي تدخل إلى موائد منازلنا بعد أن أصبح كيلو اللبن 195 ل. س على حين كيلو الجبن 220 وتؤكد أن جميع التسويغات التي يقدمها التجار هي تبريرات غير مقنعة والرقابة غائبة وتجار الأزمات يسرحون ويمرحون (شئنا أم أبينا) على حين تدخل العم أبو ياسر في النقاش قائلاً: أنتم الإعلاميون لماذا لا تسمعون صوتنا إلى الجهات العليا هذا إن كانت تلك الجهات تستمع إلى مطالبنا حقا اذهبوا واخبروهم أن جميع الأسعار تكوي جيوبنا وتحرق قلوبنا لأننا لا نستطيع تأمين سوى ما تيسر لتأمين مستلزمات عائلاتنا، هناك فوضى واستغلال حتى أن المنتجات المحلية باتت تسبق المستورد في أسعارها ماذا جرى أين الجهات الرقابية التي لا تستقوي إلا على صغار الكسبة وأصحاب البسطات والعربيات لماذا لا يحاسبون الجميع بالمكيال نفسها.
إلا أن مسوّغات السوق تختلف عن حسابات المواطنين فدائماً الأعذار لدى التجار جاهزة والجميع يريد أن يعلق التهمة على شماعة الأزمة والظروف الراهنة والمربين يرجعون غلاء الحليب ومشتقاته والفروج إلى غلاء الأعلاف أما غلاء الخضار.