شهدت المواد والتجهيزات الكهربائية في الأيام الأخيرة إقبالاً شديداً غير مسبوق في جميع أسواق محافظة درعا أدى إلى فقدان بعض أصنافها وارتفاع أسعار الأصناف الموجودة في الأسواق, وقد وجد المواطنون ضالتهم في الحصول على بعض أصناف المدافئ التي تعمل بالغاز والكهرباء للتدفئة والطهي لرغبتهم في استخدامها بالكهرباء في حال وجود التيار الكهربائي, وعلى الغاز في حال توفر المادة وانقطاع التيار الكهربائي في ظل ارتفاع سعر الليتر الواحد من المازوت إلى أكثر من مئة ليرة في السوق السوداء الأمر الذي يجعل استخدام المدافئ الكهربائية ومدافئ الغاز أكثر جدوى
وقد قال لنا المواطن سليم الزوكاني إن عدم توافر مادة المازوت وارتفاع أسعارها إلى أربعة أضعاف سعرها الرسمي أدى إلى البحث عن البدائل, خاصة وأن المواطنين أصبحوا لا يصدقون المسؤولين عن الغاز والكهرباء الذين يقولون كل مرة إن أزمة المازوت والغاز في طريقها للانتهاء, وبدلاً من توفر المادتين تزداد أزمتهما وترتفع أسعارهما يوماً بعد يوم ولا توجد بارقة أمل لحل هذه الأزمة في شتاء بارد قارس لا ينفع معه شيء, وهذا الأمر أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل جنوني وخاصة ما يستخدم منها لأغراض التدفئة والطهي والإنارة فأسعارها بالخيال, فالمدفأة الكهربائية للأنواع المتوسطة الجودة يتراوح سعرها ما بين 3-5 آلاف ليرة, وتلك التي تستعمل للطهي يبدأ سعرها من ألف ليرة وحتى 3 آلاف ليرة أو أكثر, علماً أنها كثيرة الأعطال وإصلاحها مكلف جداً وتستهلك طاقة كبيرة لكن مع قلة الغاز أصبحت حاجة لا غنى عنها.
وبسؤال بعض الباعة عن سبب هذه الارتفاعات الكبيرة والمتسارعة, أشاروا إلى أن هناك أسباباً كثيرة منها ارتفاع سعر الدولار, وأجور النقل وصعوبته, وكذلك حسب نوع المادة ومدى توفرها ومصدرها, أما حركة الأسعار في الأسواق فيمكننا القول بعد جولة خلال الأسبوعين الماضيين على عدد من أسواق المحافظة أن أسعار السلع على اختلافها في أسواق محافظة درعا شهدت مؤخراً ارتفاعاً جنونياً وبنسب تتراوح ما بين 20-50% تضاف إلى نسبة الارتفاعات المتتالية على مدار الفترات السابقة,
وبجولة على محال الباعة في مدينة درعا يلاحظ حتى التفاوت في الأسعار ما بين محل وآخر لنفس السلع وبفارق لافت أحياناً, حتى أن التسعيرة تتبّدل مرتفعة ما بين يوم وآخر وأحياناً في اليوم نفسه, وبالنظر إلى أسعار الزيوت والسمون يلاحظ أن الزيادة فيها تعدت 20% منذ أسبوع وحتى الآن, كما أن المربيات من مشمش وكرز وغيرهما زادت بأكثر من 30% والحال تقاس على المعلبات التي فاقت الزيادة بأسعار بعض أنواعها 25%, وقس على ذلك الأرز والحبوب والبقوليات, وبعض التجار يقوم بتعديل الأسعار الموجودة أصلاً على لصاقات المعلبات والأغذية والتي تمَّ تحديدها من المنشأ, أما أسعار المنظفات فقد التهبت بشكل غير مسبوق وبفترة قياسية حيث فاقت الزيادة لبعضها 60% ومثالها أن نوعاً من الصابون (6قطع) ارتفع من 160-240 ليرة, كما أن المحارم الورقية ارتفعت لبعض الأنواع ولعبوة نصف كغ ما بين 70-80 ليرة إلى ما بين 100-120 ليرة, وكذلك فوط الأطفال التي ارتفعت خلال شهر من 250 ليرة للعبوة الواحدة من بعض الانواع الشعبية إلى 400 ليرة, وأكياس النايلون أيضاً بما فيها أكياس القمامة, أما الموالح والمكسرات التي أصبحت من الكماليات فقد ارتفعت أسعارها بنسبة 60% - 70% فمثلا (بزر) دوار الشمس الذي يعد من الأصناف الشعبية الرخيصة ارتفع سعره من 160 ليرة للكيلو إلى 250 ليرة وهذا الأمر ينسحب على باقي الأنواع.
وبالعودة إلى أسواق الخضر والفواكه وبحسب صحيفة "تشرين" فقد شهدت أسعارها تبايناً بين سوق وآخر ومحل تجاري وآخر خاصة بعد أن توقف العمل بشكل شبه كامل في سوق الهال بمدينة درعا وانتقل الباعة لعرض بضائعهم على الأرصفة دون رقيب أو حسيب فوصل سعر الكغ إلى 35-40 ليرة للبطاطا وبين 40-50 ليرة للبندورة و 70-80 ليرة للكوسا, وارتفع سعر الكغ من الباذنجان من 50 ليرة قبل أسبوعين إلى أكثر من ستين ليرة يوم الخميس الماضي ووصل سعر الفواكه إلى 30-45 ليرة للتفاح و75 ليرة للموز و50-60 ليرة للرمان و40 ليرة للبوملي و 35 ليرة للبرتقال أبو صرة وبالنسبة للحشائش فقد ارتفع سعرها قليلاً بحدود خمس ليرات للجرزة وتباع ما بين 10-15 ليرة وتشمل البقدونس والكزبرة والفجل والنعنع ويباع كيلو السبانخ ما بين 50-60 ليرة.