أكد اتحاد الغرف الزراعية أن مخلفات تربية قطعان الدواجن يمكن أن توفر كميات كبيرة جداً من الأسمدة المستوردة،حيث تحتوي هذه مخلفات الدواجن سنوياً ما يغطي 117 % من استهلاك القطر من الأسمدة الفوسفورية، وأضعافا مضاعفة (أكثر من خمسة آلاف) من حاجة القطر من مادة البوتاس و17 % من الآزوت، الأمر الذي من شأنه أن يحول سورية من بلد مستورد للأسمدة إلى مركز لتصدير السماد العضوي.
ويرى المهندس عبد الرحمن قرنفلة المستشار الفني في اتحاد الغرف الزراعية ، أن هذه الميزة التي تتمتع بها مخلفات الدواجن دفع بالعديد من المربين إلى إقامة منشآت ضمن مواقع مزارعهم لتحضير السماد العضوي المصنع باعتبار أن هذه المنشآت تشكل جزءاً من تكوين مزرعة الدواجن المتكاملة، حيث تؤكد دراسات الأثر البيئي أن منشآت الدواجن يجب أن تترافق بمنشآت لمعالجة زرق الدجاج باعتبارها منشآت بيئية بامتياز وتحل مشكلة مخلفات تربية الدواجن وتسهم في تصنيع منتج مخصب حيوي زراعي، مشيراً إلى أن وحدات التصنيع هذه لديها من الوسائل الفنية والتقنية التي تمنع صدور أي روائح وخاصة بالنسبة لمنشآت تربية الدجاج الحديثة العاملة بنظام البطاريات التي تعمل على تجفيف الزرق جزئياً أثناء عمليات تجديد هواء مساكن الدجاج المستمر مما ينتج عنها رزق بنسبة رطوبة تصل إلى حدود الـ 50 % وعند هذه النسبة من الرطوبة تنعدم الروائح الكريهة التي تصدر عن زرق الدجاج الرطب تقريباً.
وأشار قرنقلة بحسب " الثورة"، إلى أن مخلفات تربية الدواجن المصنعة تعتبر من أفضل أنواع الأسمدة العضوية المستخدمة حيث تشكل هذه المادة مخزوناً رئيسياً متجدداً للعناصر السمادية الضرورية لنمو النباتات لجهة مدها ميكروبات الأرض بالغذاء والطاقة التي تمكنها من تحليل المادة العضوية وإطلاق العناصر الغذائية بالصورة الميسرة للنبات، فضلاً عن دورها الكبير في خلق حالة من التوازن البيولوجي لكائنات التربة والتي تعتبر أيضاً مصلحاً أساسياً للخواص الطبيعية والكيميائية للترب حيث تعمل المادة العضوية على تحسين التربة في الأراضي الرملية إضافة إلى التهوية والتبادل الغازي في الأراضي الطينية، وزيادة السعة التبادلية الكاتيونية للتربة مما يساهم في رفع من قدرتها على الاحتفاظ بالعناصر الغذائية وعدم ضياعها في مياه الصرف، كما تتخذ كعامل منظم للترب ضد التغيرات السريعة من الحموضة والقلوية والملوحة والعناصر السامة وبقايا المبيدات والتلوث الكيميائي، وعنصر حماية لسطح الربة من الانجراف (المياه ـ الرياح)، والاحتفاظ بتجمعات حبيبات التربة وزيادة السعة التشبعية بالماء والماء الميسر وزيادة مدة ترطيب سطح الأرض مما يساهم في المحافظة على درجة حرارته ورطوبته وتهويته ونفاذيته، ويساعد كذلك في انتشار الجذور ونمو النبات وجعل الفوسفات والعناصر الصغرى الضرورية أكثر يسراً للامتصاص بواسطة النباتات.
وختم قرنفلة بالطلب من الأجهزة الإدارية المحلية المختصة بتبني نتائج دراسات المديريات البيئية التابعة لها الخاصة بالسماح لمربي الدواجن باستكمال حلقات الإنتاج من خلال إقامة منشآت تصنيع السماد العضوي، لا سيما وأن جميع المداجن المرخصة تقع خارج حدود المخططات التنظيمية، والتعليمات النافذة تلزم كل مربي تقديم تعهد رسمي موثق بنقل وحدة تحضير السماد العضوي في حال توسع المخططات التنظيمية واقتراب السكن من تلك المناطق.