قال الخبير الاقتصادي عابد فضلية: "إن هامش تذبذب أسعار الصرف وخاصة الدولار أمام الليرة هو هامش مقبول نسبياً، في ظل الظروف الحالية التي تعيشها سورية، من حصار اقتصادي مفروض على شعبها وما أفرزه هذا الظرف من تراجع اقتصادي في أغلبية قطاعات الاقتصاد الوطني".
معتبراً في الوقت نفسه أن هذا التذبذب في سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية ليس مبرراً بالكامل، بالنظر إلى أن ارتفاع سعر صرف الدولار من 92 ل.س إلى 98 و99 ل.س، وملامسة هذا السعر لرقم 100 ل.س للدولار الواحد هو ارتفاع غير طبيعي وغير حقيقي بل وهمي، إضافة إلى أن هذا السعر غير مبرر اقتصادياً، لأن الظروف الموضوعية المحيطة يمكن أن ترفع السعر بمقدار ليرة إلى ليرتين سوريتين، ولكن الوضع الحالي في سعر الصرف سيبقى على حاله – يتابع فضلية – ما دام تجار السوق السوداء موجودين، وما دام المضاربون في العملة يضاربون، وما دامت الأيدي الخفية التي تلعب بالقطع الأجنبي لمصالحها الخاصة وتحقيق فاحش الأرباح مع الأخذ بالحسبان أن قوى السوق السوداء أثبتت قدرتها على التلاعب بأساليب ملتوية جداً، وتستقرئ الواقع النقدي لمصلحتها.
فضلية أوضح في حديثه لصحيفة "الوطن" المحلية، أن سعر 98 ل.س الذي روجت له فعاليات السوق السوداء قبل فترة، هو سعر وهمي، وما من أحد من تجار العملة والمضاربين في السوق السوداء يشتري بهذا السعر، بل يروجه ليبيع على أساسه في إطار ما يسمى السعر الشائع للقطع الأجنبي، أي أنه سعر يصلح للمداولات وليس للتداول.
مؤكداً في الوقت نفسه أن أحداً من فعاليات السوق السوداء لم يبع بهذا السعر مطلقاً، مع الأخذ بالحسبان أن سعر المبيع يكون عادة أقل من سعر الشراء من ليرة إلى ليرة سورية ونصف الليرة، وصولاً إلى ليرتين اثنتين، وهو أمر غير موجود نهائياً في الفترة الحالية في السوق السوداء المحلية، وبالتالي يطرح المضاربون سعراً لصرف الدولار ويبيعون المواطن بسعر أقل، أما إن أراد المواطن أن يبيع هؤلاء المضاربين فإنهم يشترون منه بسعر أقل، وفقاً لمعدل يتراوح بين 4 ل.س إلى 6 ل.س، ما يعني أن سعر صرف الدولار في السوق السورية مؤجج بغرض البيع لتحقيق الأرباح من عملية المتاجرة بالعملة على حين أن السعر الحقيقي يكون عادة أقل بمقدار يتراوح بين 4 إلى 6 ل.س كمعدل طبيعي ومعقول.
ويشير فضلية إلى أن "مصرف سورية المركزي" يجمع لديه المعطيات المختلفة من سوق صرف القطع الأجنبي أمام الليرة السورية، ويبني عليها ما يتخذه من خطوات، باعتبار أن "مصرف سورية المركزي" هو مصرف المصارف والقادر على تكوين الصورة كاملة أكثر من كل المصارف لتشعب عمله واتساع نطاق تعاملاته.
مبيناً أن المركزي يبني على هذه المعطيات إجراءات تدخله الإيجابي في سوق الصرف للجم ارتفاعات سعر الصرف والحد منه.