أكدت "وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي"، البدء بتنفيذ وحدات لإنتاج الغاز الحيوي في 100 قرية مستهدفة ضمن مشروع التنمية الريفية في المنطقة الشمالية الشرقية.
وذلك بالتعاون مع "وزارة البيئة" في مجال الطاقات البديلة والمتجددة، إضافة إلى أن "الهيئة العامة للبحوث العملية الزراعية ـ إدارة الموارد الطبيعية" قامت بتنفيذ وحدات غاز حيوي في كل من السلمية في حماه واليادودة والسماقيات في درعا.
والبدء بإجراء التجارب والدراسات ذات الصلة بموضوع السماد السائل وأثره على كل من التربة وخواصها وعلى الإنتاج الزراعي، والانتهاء من إعداد دراسة الجدوى الفنية والاقتصادية لإقامة وحدات إنتاج الغاز الحيوي بأحجام مختلفة، وإعداد دليل إرشادي حول تقانة هضم المادة العضوية وإنتاج الغاز الحيوي، وذلك ضمن اهتمام ومتابعة الوزارة لكل ما يتعلق بالطاقات البديلة عامة وطاقة الغاز الحيوي بشكل خاصة والعمل على نشر هذه التقانة في محطات الأبقار ووضع الآليات اللازمة لتمويل مشاريع الهواضم صغيرة الحجم في الريف السوري.
مشيرة إلى موافقة مجلس إدارة "المؤسسة العامة للمباقر" مؤخراً على تنفيذ المشروع المقترح من قبل "وزارة الكهرباء ـ المركز الوطني لبحوث الطاقة" لتخمير مخلفات الأبقار في محطة جب رملة بمحافظة حماه لإنتاج الغاز الحيوي من أجل استخدامه في توليد الطاقة الكهربائية.
كما قامت الهيئة بوضع استمارة بحثية خاصة بشجرة الجاتروفا لتقدير احتياجاتها المائية في محافظة طرطوس بهدف الاستفادة منها في الحصول على طاقة بديلة.
وأضافت الزراعة وفق صحيفة "الثورة" الحكومية، أنه وفي ضوء ارتفاع أسعار الوقود وبعد الكثير من المناطق الزراعية عن الشبكة الكهربائية، بدأ الوزارة بالتعاون مع "المركز الوطني لبحوث الطاقة" بدراسة البدائل الممكنة لتوليد الطاقة الكهربائية اللازمة لتغذية أنظمة الري وتأمين المياه للمناطق الزراعية.
ولاسيما بعد قيام المركز بتركيب عدد من أنظمة ضخ المياه في البادية السورية بالتعاون مع "الهيئة العامة لإدارة وتنمية وحماية البادية" وذلك بالاعتماد على اللواقط الكهرضوئية لتوليد الطاقة الكهربائية، حيث قامت مديرية الإرشاد الزراعي أيضاً بتعميم الدليل الإرشادي للهيئة على كافة الوحدات الإرشادية بغية تنفيذ بيانات عملية وورشات تدريبية وأيام حقلية موجهة للمرشدين الزراعيين، إلى جانب قيام مديرية الاقتصاد والاستثمار الزراعي بإعداد دراستي جدوى فنية واقتصادية لاستخدام الطاقة الريحية والطاقة الشمسية، والثانية لإنتاج الغاز الحيوي ونشر زراعة نبات الجاتروفا.
حيث سبق لـ"المركز الوطني لبحوث الطاقة" مؤخراً بتحديث قاعدة البيانات الجديدة الخاصة بالمواقع الواعدة ريحياً بالاعتماد على محطات الرصد الريحية التي تم إقامتها في العديد من المناطق السورية والتي أكدت جدوى الاستفادة من طاقة الرياح في العديد من المواقع لتوليد الطاقة الكهربائية.
والعمل على إحصاء المناطق الزراعية البعيدة عن الشبكة والمتأثرة سلباً بارتفاع أسعار الوقود حسب إحصائيات "وزارة الزراعة" ومقاطعتها مع المناطق الواعدة ريحياً التي سبق للمركز دراستها، تمهيداً لتحديد المناطق المجدية لتنفيذ هذه الأنظمة بالاعتماد على الطاقة الريحية أو الشمسية لتأمين الطاقة الكهربائية وضخ المياه في تلك المناطق.
حيث سيقوم المركز بتحديد استطاعات الأنظمة اللازمة حسب كميات المياه اللازمة للزراعات القائمة وسرعات الرياح المتوفرة في المنطقة بما يحقق الاستفادة من هذه الطاقة المجانية والمتوفرة بشكل دائم، بما يساهم في تحسين النشاط الزراعي ويقلل من الاعتماد على الوقود الإحفوري.
حيث أثبتت التجارب أن العامل الأهم في نجاح مشاريع الهواضم الصغيرة هو الفلاح نفسه الذي بإمكانه قطف ثمار هذا المشروع من خلال تطوير نظام لا مركزي ومستقل لإنتاج الطاقة عن طريق الغاز الناتج "البقرة الواحدة تؤمن ما يقارب أسطوانة غاز شهرياً".
فضلاً عن خلو السماد العضوي الناتج بعد عملية التخمر من الميكروبات والطفيليات الممرضة، ومساهمته في تحسين خصوبة التربة وزيادة الإنتاج الزراعي بالإضافة إلى التخفيف من استخدام السماد الكيماوي ومضاره على التربة، وتحسين الوضع الصحي والبيئي العام، وإلغاء ظاهرة التلوث البصري الناجم عن تكديس المخلفات وتخفيف الروائح الكريهة والأمراض الناجمة التي يمكن أن تتسبب بها هذه المخلفات، وعليه فقد بات من الضروري النظر إلى هذه التقنية بنظرة النظام المتكامل والاهتمام بكافة مدخلاته ومخرجاته مع الأخذ بعين الاعتبار الفوائد المباشرة وغير المباشرة "الاقتصادية، الاجتماعية والبيئية".