أقرت اللجنة الوزارية الخاصة بوضع سياسات وإستراتيجيات التعليم الفني والمهني وتطويره، تخفيض نسبة القبول في التعليم المهني إلى 30% وإحداث كليات تطبيقية مدة الدراسة فيها أربع سنوات تمنح إجازة في العلوم التطبيقية، ومن جهة أخرى، كشف وزير التعليم العالي محمد يحيى معلا بأن" الدراسي القادم سيشهد افتتاح كليتين جديدتين، أو واحدة على الأقل بحسب الظروف"
وقال وزير التعليم العالي، محمد يحيى معلا أن "التعليم المهني في سورية يعاني من مشكلات تمتد لثلاثين عاماً مضت ولم يتم التصدي الجدي لها إلا مع هذه القرارات، وأن تخفيض نسبة تحويل الناجحين في الصف التاسع إلى الثانويات المهنية من 40 إلى 30% مبني على دراسة معمقة حول أعداد المقبولين في التعليم المهني ونسب التسرب والعزوف ومسارات تحرك هذه الفئات من الطلاب في السنوات الخمس السابقة".
وتابع إن " مايتم العمل به حتى الآن هو قبول الأوائل في التعليم المهني بكليتين في التعليم العالي هما كليتا الهندسة التقنية في تشرين وحلب، ولكن بعض الطلاب وحتى من المتفوقين منهم، غالباً ما يفضلون الرسوب بهدف تأجيل التحاقهم بخدمة العلم".
وأشار إلى أن "اختلاف علامات القبول في الثانوية العامة من محافظة إلى أخرى أدى إلى نوع من عدم المساواة أمام الدستور والقانون، وشعور الكثير من الطلاب بالظلم ما أدى لنشوء حساسيات بين المناطق التعليمية، ما تطلب منا العمل على إيجاد مسارات جديدة للتعليم المهني، وخاصة أن مدخلات كليتي الهندسة التقنية في جامعتي تشرين وحلب هم 50% من حملة الثانوية المهنية و50% من حملة الثانوية العامة- الفرع العلمي، الأمر الذي أفضى إلى تفاوت علمي كبير بين هذين النوعين من الطلاب حيث يتعثر لحملة الثانوية المهنية في مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء ويرسب معظمهم في السنوات الأولى".
وأردف معلا أن "هذا الواقع دفعنا باتجاه افتتاح كليات تطبيقية تقنية جديدة ترتكز الدراسة فيها على الجانب التطبيقي، على أن يتم تخصيص 75% من مقاعد هذه الكليات للطلاب من حملة الشهادة الثانوية المهنية، وذلك بما يسهم في تشجيع المنافسة بين طلاب المهني من جهة، وتغيير النظرة الدونية الخاطئة لهذا التعليم من جهة أخرى".
ونوه وزير التعليم العالي بأن "العام الدراسي القادم سيشهد افتتاح كليتين جديدتين، أو واحدة على الأقل بحسب الظروف، مع التركيز على جملة من الاختصاصات التي تتوافر لها البنية التحتية اللازمة من مخابر وكوادر تدريسية وغيرها في الجامعات السورية، وأن اختصاص الميكانيك مثلاً تتوافر له الشروط الموضوعية والبنى التحتية في دمشق وحلب، أما تقنيات الحاسوب فهي متوافرة في كل الجامعات السورية، أما الميكاترونيك فهو متوافر حصراً بجامعة تشرين، أما الإلكترون ففي دمشق وتشرين وحلب" مشيراً إلى أن " العمل مستمر على أن خطة العمل تتضمن افتتاح خمس كليات مماثلة، تتوزع جغرافيا لتشمل مختلف مناطق القطر من وسط سورية وجنوبها وشمالها وشرقها وغربها".
وأوضح معلا بحسب صحيفة الوطن أنه "تم تشكيل خمس لجان فنية تعمل اليوم على وضع الخطط والمناهج الدراسية اللازمة لهذه الكليات والمناهج لخمسة اختصاصات، مع تحديد المستلزمات المادية والبشرية اللازمة لإحداث الكليات المقترحة ووضع الهيكلية الإدارية والقانونية اللازمة".
وأشار إلى أن "مخرجات الكليات التطبيقية التي سيتم إحداثها ستكون وفق هذه المناهج متلائمة مع متطلبات سوق العمل ولاسيما في خمسة مسارات وهي تقنيات الحاسوب وميكاترونيك وميكانيك وإلكترون وكهرباء".
بدوره، قال وزير التربية الدكتور هزوان الوز في تصريح صحفي عقب اجتماع اللجنة أول من أمس، أن "تخفيض نسبة القبول في التعليم المهني من 40 إلى 30% يتماشى مع نتائج دراسات أعدتها الوزارة وبينت أن نحو17-20% من المقبولين في التعليم المهني بعد الصف التاسع يتسربون من المدارس إلى مجالات أخرى ليتقدموا فيما بعد لامتحان الشهادة العامة الفرع الأدبي، الأمر الذي أدى لارتفاع نسبة المتقدمين لشهادة الثانوية العامة الفرع الأدبي إلى 65% وتشكيل ضغط على الاختصاصات الجامعية التي تقبلهم".
وأوضح الوز أن "الثانويات المهنية والمعاهد التقنية بحاجة ماسة إلى مخرجات هذه الكليات والعلوم التطبيقية لاسيما مع إعادة النظر في الخطط الدراسية والمناهج بمختلف المهن في الثانويات المهنية وذلك بالتنسيق مع سوق العمل" مشيراً إلى أنه "تتم حالياً دراسة تطوير نظام التعليم المزدوج المطبق في بعض المحافظات بين الوزارة وغرف الصناعة وتقديم مقترحات حول تشجيع الصناعيين من أصحاب المعامل والورشات للمشاركة في هذا النظام من التعليم".