دخلت الأدوية موجة ارتفاع الاسعار التي أصابت جميع القطاعات ، لكن ما يحزن أن المواطن هو من يدفع تلك الفروقات و أحد يفكر ولو لحظة الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها المواطن العادي، فبعد مسودة نشرة أسعار الادوية الجديدة قرر بعض الصيادلة الامتناع عن بيع الأدوية حتى وصول نشرات أسعار الدواء الجديدة وللمضطر يتم بيعه البدائل المتوفرة، على حين يقوم البعض الآخر ببيع الدواء على التسعيرة الجديدة طالما هو موجود لديه وفقاً للنسب المحددة في نشرة الأسعار الجديدة، وهو يكون المواطن امام خيارين لا ثالث لهما والأكيد انه جاء ليشتري الدواء للضرورة لا للرفاهية!!
وقال نقيب صيادلة سورية فارس الشعار: "إن نشرات أسعار الأدوية المحلية الجديدة قد وزعت خلال اليومين الماضيين على فروع النقابة، والتي تقوم بدورها بتعميمها على الصيدليات، مؤكداً أن عمليات التوزيع تتم بالسرعة الممكنة إلى أغلب الصيدليات".
وأوضح أن الارتفاعات في الأسعار كانت وفق قرار الحكومة بنسبة 40% على الأدوية التي يقل سعرها عن 50 ل.س، و25% على الأسعار التي تقل عن 100 ل.س و10% لدون 300 ل.س و5% لدون 500 ل.س.
مصادر مراقبة فوجئت من هذا الأسلوب "البدائي" لعمل نقابة عريقة مثل الصيادلة، والتي تصر على العمل الورقي والمراسلات، والتي يمكن أن تحل المشكلة بنشر قوائم الأسعار المعدلة على المواقع الإلكتروني لها ولفروعها، ريثما يتم التراسل الرسمي، وحفاظاً على روح العمل وروح العصر، ولتلافي أي أخطاء تنجم عن التأخير في توزيع النشرات الجديدة التي تخص قطاعاً حيوياً ومهماً مثل الصيدلة.
رئيس "فرع دمشق لنقابة الصيدلة" أحمد بدران أكد أنهم يعملون على توزيع النشرات على صيادلة دمشق وأن أغلبهم حصل على نسخة منها والأمور بدأت تستقر في دمشق خلال يوم الأمس.
أكد عدد من الصيادلة في ريف دمشق اتصلت بهم الوطن أنه من خلال اتصالهم بفرع نقابة الصيادلة في الريف علموا أن النشرات الجديدة قد وصلت إلى الفرع، لكنها تحتاج إلى وقت كي يتم نسخها وتوزيعها، وفي تقديرات بعض الصيادلة قد يطول الموضوع حتى يوم الأحد القادم كي تصلهم النشرات الجديدة المعدلة.
وأوضحت "نقابة صيادلة ريف دمشق" بحسب صحيفة "الوطن" المحلية، أن الفرع حصل على نسخة من النشرات أول من أمس وهم يعملون على نسخها وتوزيعها، ولاختصار الوقت قام الفرع بنسخ النشرات الجديدة على ذاكرات رقيمة "فلاشات" ويتم توزيعها لكل الصيادلة الذين يتواصلون مع الفرع، وأكد الفرع أن عدداً لا بأس به من صيدليات الريف قد حصل على نسخة من النشرات الجديدة، وأنهم يعملون على مدار الـ24 ساعة لتأمين النشرات، مشيراً إلى صعوبة تحميل النشرات على موقع الفرع الالكتروني نظراً لمشاكل في الإنترنت.
وفي اتجاه آخر أكد نقيب صيادلة سورية أن العمل الآن جار بالتعاون بين "وزارة الصحة" والدول الصديقة لتأمين النقص في الدواء، وأنه اليوم عادت تغطية الدواء إلى أكثر من 90% من حاجات السوق وخاصة فيما يخص الأدوية السرطانية وأدوية الأمراض المزمنة، وذلك بعد أن انخفضت نسبة التغطية في وقت سابق منوهاً إلى توفر جميع البدائل الدوائية في السوق المحلية.
في جولة لموقع b2b على عدد من صيدليات دمشق وريفها أخبرنا عدد من الصيادلة أن شركات الدواء ومنذ حوالي الأسبوع توقفت عن توريد غالبية أصناف الدواء بانتظار الأسعار الجديدة وخصوصا أن هذه المعامل تكبدت خسائر كبيرة نتيجة التزامها بتثبيت الأسعار خلال الفترة الماضية مع الارتفاع الكبير في تكاليف الإنتاج .
أحد الصيادلة ألمح إلى أنه رفع السعر فور سماعه بإقرار الحكومة للأسعار الجديدة لأن الوضع السابق كان سيئا للغاية فأرباح الصيدليات انخفضت بشكل كبير في الفترة الماضية مع تخفيض نسبة الربح وإيقاف كافة العروض على الكميات المسحوبة وبقاء الرسوم السنوية المرتفعة لنقابة الصيادلة على حالها ، ومع الأسعار الجيدة سيكون الوضع أفضل نسبيا .
نقيب صيادلة ريف دمشق مازن الحمصي أكد لـ b2b أن الوضع الحالي للدواء مقبول نسبيا وأن نقص بعض الأصناف يرجع لتوقف عدد من المعامل في دمشق وحلب عن العمل للظروف الأمنية الصعبة ولكن يوجد بدائل لأي دواء مفقود من شركات أخرى .