تتضارب الأرقام الفعلية لعدد اللاجئين السوريين الذين نزحوا إلى مصر منذ اندلاع الأزمة في سورية فى مارس 2011 وحتى الآن، ولكنهم يواجهون مشاكل عديدة فى الاستقرار فى مصر، من أهم هذه المشكلات وأبرزها مشكلة إيجاد مسكن ملائم وبسعر مناسب، وفقاً لما ورد بـ"بوابة الشروق".
فطبقا لراديو هولندا تشير الإحصاءات إلى أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسميًا لدى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «أوتشا» في فرعه بالقاهرة يبلغ حوالى 13 ألف سوري وسوريّة، إلا أن المتحدث باسم المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كان قد صرح قبل أربعة أشهر بأن عدد اللاجئين السوريين، الذين نزحوا إلى مصر قد بلغ على أرض الواقع 150 ألف شخص نزحوا إلى مصر على أمل أن تكون ملجأ وسكنا لهم بعد العنف والدمار والموت الذى نجوا منه.
وعلى الجانب الآخر من "الاحتياج"، استغل أصحاب العقارات والمكاتب العقارية حاجه السوريين للسكن وعدم معرفتهم بحقيقه أسعار الإيجارات، حيث تم رفع الإيجارات للضعف، وأصبحت المكاتب العقارية هى التى تبحث عن المستأجرين السوريين.
وأكد حسام الدين أمين، صاحب أحد المكاتب العقارية أن السبب فى ارتفاع أسعار الإيجارات هو زيادة الطلب عليها وليس جنسية المستأجرين، بينما قال محمد صلاح سمسار عقارات، "أسعار العقارات ارتفعت منذ نزوح العراقين إلى مصر أيام حرب العراق 2003 وارتفعت مرة أخرى عند حدوث الازمة فى ليبيا وسوريا".
وقال محمد العايدى، مالك عقارات، "إن أسعار الإيجارات ارتفعت لأن الإقبال على التمليك ضعف، لذلك اضطر أصحاب الشقق إلى رفع سعر تأجيرها"، وتقول أسماء محمود، سكرتيرة بإحدى مكاتب العقارات والسمسرة ، "العديد من المكاتب عندما يعلمون أن المستأجر سوري الجنسية يقومون بمضاعفة سعر الإيجار بالاتفاق مع صاحب العقار، مستغلين فى ذلك حاجة السوريين للسكن، وبالتالى فسيوافقون على الثمن".
وبسؤال مجموعة من اللاجئين السوريين، قالت مدام "رغداء"، اتينا إلى مصر لأنها بلد الأمان، بعد أن شاهدنا العذاب والرعب جراء الأحداث الدموية فى سوريا، ولكن عندما أتينا واجهتنا مشكلة فى السكن لأننا على علم بأن أسعار الإيجارات فى مصر مرتفعة، فالشعب المصرى يعانى من هذه المشكلة.
وأضافت رغداء، وجدنا ولله الحمد مساعدات من بعض المصريين ومن بعض الجمعيات الأهلية مثل جمعية بيت العيلة والجمعية الشرعية والبيت السورى وهيئة الإغاثة باتحاد الأطباء العرب حتى عثرنا على مسكن مناسب وعلى معيشه كريمة.
وقال سامر، طالب، "تعرضت أنا وأسرتي إلى استغلال من أحد السماسرة، ومالك العقار، فقمنا بتأجير شقة بسيطة مكونة من غرفتين بشارع جانبى بمنطقة فيصل، بـ3000 جنيه شهريا، وبعد يومين علمنا أن إيجار الشقة لا يزيد عن 1500 جنيه فى الشهر".
وقال كريم محمود، رب أسرة لثلاث أولاد، أتيت أنا وزوجتى وأولادى الصغار هربا من العنف والقتل الذى كان يحيط بنا فى كل مكان، واستأجرنا شقة مفروشة بالقاهرة الجديدة لمدة شهر بـ4000 جنيه، ولكن بعد مرور أسبوع تعرفت على طبيعة المكان، واكتشفت أن الأسعار تتراوح ما بين 1500 - 2000 جنيه، مضيفا، أنه وقع ضحية استغلال مكاتب العقارات.
وقالت أم آدم، هناك عائلات تقوم بمشاركة عائلات أخرى فى المسكن السكن نظرا لارتفاع الأسعار، مثلما فعلنا أنا وبناتى بسبب ارتفاع أسعار الإيجارات".