أثار قرار رفع سعر ليتر البنزين الذي أصدر مجلس الوزراء يوم أمس، عشر ليرات من 55 إلى 65 ليرة سورية استياء لدى غالبية المواطنين نتيجة لتحميلهم نفقات إضافية في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تشهدها البلاد منذ عامين .
وعلى ضوء هذا القرار أكد " النائب الاقتصادي" " قدري جميل " أنه نفذ قرار مجلس الوزراء وأنه لم يصدر هو القرار، وأشار أن لديه رأي خاص تحفظ به يختلف فيه مع الحكومة في مجال رفع أسعار المشتقات النفطية ، ولكنه ملتزم بكل ما يصدر عن قرارات مجلس الوزراء.
خبير اقتصادي أوضح لموقع "B2B" أن هذا القرار يفيد الدولة ويدعم الإيرادات لكنه سيزيد من الأعباء المالية على أصحاب السيارات وعلى المواطن العادي المستخدم لوسائل النقل العامة وحول الفائدة المرجوة للدولة من رفع سعر البنزين أشار إلى أن استهلاك سوريا من البنزين في العام الماضي بلغ 1734 مليون ليتر بتراجع حوالي 21 % عن عام 2011 حيث كان الاستهلاك 2184 مليون ليتر وذلك نتيجة للأوضاع الأمنية السيئة في أغلب المحافظات السورية وبتوقع حجم الاستهلاك للعام الحالي بنسبة مقاربة لعام 2012 ومع زيادة 10 ليرات في سعر اللتر تكون الحكومة قد حققت وفر بحوالي 17.340 مليار ليرة أي حوالي 180 مليون دولار حسب سعر السوق السوداء والبالغ 96.50 ليرة مع احتمال ارتفاع هذا المبلغ في حال تحسن الأوضاع الأمنية .
وأشار أحد المواطنين أن هذا القرار سيزيد بشكل كبير من معاناتهم مع سائقي سيارات الأجرة الذين يرفعون الأسعار وبحجج مختلفة دون رفع سعر البنزين فأصبح غالبيته يطلب أجرا مضاعفا وبعضهم يحدد السعر على هواه الشخصي فإذا كان العداد 35 ليرة قد يطلب 200 ليرة بحجة الازدحام والوضع الأمني، أما الآن فستصبح طلباتهم مضاعفة وسيصبح المواطن عرضة للابتزاز والاستغلال من قبل السائقين خصوصا مع عدم تشغيل العدادات من قبل غالبية السائقين وغياب المتابعة الجادة من قبل المسؤولين هذا الوضع أجبر الكثيرين على السير على الأقدام لمسافات طويلة للوصول إلى أعمالهم ومنازلهم .
وفي جولة قام بها موقع "B2B" لأخذ رأي بعض سائقي التكاسي، قال "محمد 41 عاماً" صاحب سيارة أجرة قال: في هذه الظروف ليس المهم كثيراً ارتفاع أجور النقل – التكسي - التي تعمل على البنزين، المهم توافر هذه الوسائط عند الحاجة إليها، فقد أفضت الظروف والأحداث الطارئة وتداعياتها إلى خلق حالة من القلق والخوف انتابت أصحاب السيارات وسائقيها خشية تعرّضهم إلى أيّ أذى أو مكروه في حال عملوا ليلاً، ما دفع معظمهم إلى التوقف عن العمل في ساعة مبكرة لا تزيد على السادسة مساءً، وبالتالي نقصت فترة تشغيل السيارة إضافة إلى صعوبة توفير البنزين كما حدث في الفترة الماضية حيث الانتظار لساعات للحصول على البنزين.